قرنٌ من الزمان مضى على موقعة ميسلون، الفصل الأهمّ من فصول مقاومةٍ هي وليدةُ ثقافة شعبٍ أبيّ، يرفض الذلّ والخنوع، ويدرك ويعي الفرق ما بين السلام والاستسلام بعقيدة مقاومة، مبنيّة على ثوابت وطنيّة تشكّل ردَّ فعلٍ مشروعاً على فعل غير مشروع.
تعيش أذرع الدولة العميقة في الولايات المتحدة حالة لا مثيل لها من التخبط السياسي تجاه القضايا الدولية ويتبدى ذلك في بعض التصرفات التي تعكس الهلع الأميركي من فقدان أدوات ووسائل الحفاظ على صفة الدولة القائدة للعالم.
على الرغم من التناقض الكبير، الذي يمكن للمراقبين والمحللين السياسيين رصده، في المواقف المعلنة والاصطفافات العسكرية الروسية التركية، التي تعكس صورة تلك التناقضات، في المشهد الميداني الليبي، الذي نتابعه منذ حوالي عام، أي بعد هجوم قوات حفتر على طرابلس
مورغان أورتاغوس الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، حَسناً فعلت عندما عَبّرت عن نيران القهر والغضب التي تَأكل فيها وبأركان إدارة دونالد ترامب، لا لأن العالم كان يَنتظر مَوقفاً جديداً ليَتعرف إلى مُستويات الحماقة والعُهر الأميركية، ولا ليَكتشف
أضحت هواية بل غواية أردوغان المفضلة إشعال الحرائق وتأجيج الصراعات في أي مكان يصل إليه وبدلاً من تصفير المشكلات التي زعم يوماً ما أنها إستراتيجية حكمه وسياسة حزبه ضاعف من تدخلاته وحروبه العدوانية في عموم المنطقة والإقليم واستعدى القريب والبعيد
يُقال إنّ الأزمات هي الرحم الأولى لخلق الفرص، فكيف إنْ اشتدَّت الأزمة، واستعرت وصارت حرباً شعواء امتدّت عقداً من الزمن؟ وكيف يمكن استثمار هذا النصر المصحوب بانتكاسات وجدانيّة واجتماعيّة واقتصاديّة؟....
أوجعت سورية المعتدين عليها في جميع الجبهات و الاستحقاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية و الدستورية وخاض الشعب السوري معركة الحفاظ على كيان دولته ومؤسساتها إلى جانب الجيش العربي السوري الذي قدم التضحيات الكبيرة لحماية البلاد ودحر المعتدين ولا يزال.
لقد بدا واضحاً منذ بداية الحرب على سورية الاستهداف التركي لكلّ منشآتنا الحيوية والتعاون مع الإرهابيين الذين اتخذوا من تركيا ملاذاً ومن ثمّ معبراً لكلّ مناحي أراضي الجمهورية العربية السورية وعاثوا فيها فساداً وتدميراً.
“زعيم” الإرهاب التكفيري العالمي رجب أردوغان الذي يجيد لعبة الاستثمار في الإرهاب والسطو المسلح على مقدرات وثروات جيرانه القريبين والبعيدين بأياد وأدوات إرهابية وجماعات تكفيرية وهابية ورث “زعامتها” من متزعمين سابقين في ممالك الرمال ومشيخات النفط