أشارت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، في تقريرٍ لها، إلى وجود خلافاتٍ على ما أسمته "تاج الصناعة الأوروبي" بين كلٍ مِن باريس وبرلين، لافتةً إلى أنّ المواجهة ستؤثّر على قدرة ودور الاقتصاد الأوروبي عالمياً.
وأوضحت الوكالة أنّ باريس وبرلين قد دخلتا في مواجهةٍ كأكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى كل منهما للحصول على ميزةٍ إضافية بقيادة التصنيع في أوروبا.
ولفتت إلى أنّ المواجهة تخاطر بتقويض الجهود الأوروبية المبذولة لمواجهة الولايات المتحدة والصين اقتصادياً وصناعياً، كون الخلافات مِن شأنها إبطاء عدّة مسارات للتقدم وضعها القادة الأوروبيون.
وبينما يدور الخلاف حول دور ومكانة الطاقة النووية في مزيج الطاقة المستقبلي للكتلة الأوروبية، فإنّ الأمر يتعلق في النهاية بمكان وجود القلب الصناعي في أوروبا، وهو الأمر الذي يهم كلاً مِن باريس وبرلين بشدّة.
وحتى مع الانخفاضات التي شهدتها أسعار الطاقة، هبوطاً مِن المستويات القياسية التي شُوهدت العام الماضي، تصلّبت المراكز حيث تسعى فرنسا وألمانيا إلى تجنّب التخلّف عن الركب، حسبما أوضحت "بلومبرغ" في تقريرها، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى أن يعتمد سياسات الطاقة الخضراء البعيدة عن استخدام الكربون.
وتناولت الوكالة تصريحاً لكبير الباحثين في مركز أبحاث "CEPS" في بروكسل، كريستيان إغنهوفر، قال فيه:" أنّ الحكومات في كل من باريس وبرلين تبحث عن كيفية توفير الكهرباء بأقل تكلفة ممكنة، مؤكّداً أنّها تُعتبر مسألة بقاءٍ سياسي تقريباً".
كما تطرقت الوكالة أيضاً إلى مواجهة تحالف المستشار الألماني، أولاف شولتز، ضغوطاً شديدة نتيجة تراجع الدعم الحكومي بعد إصلاحٍ فوضوي هذا الربيع لتحويل التدفئة المنزلية بعيداً عن الوقود الأحفوري.
ومما يزيد حدّة المواجهة، لزوم تحقيق حكومتي البلدين الأوروبيين ما يمكن أن يطلق عليه "إنجاز"، خصوصاً وأنّ أحزاب المعارضة في كلا البلدين تغتنم هذه القضية للضغط على الجهات الحاكمة.
شددت الوكالة على أنّ الاتحاد الأوروبي لا يستطيع تحمّل صراعٍ طويل الأمد داخل جوهره الصناعي، خاصةً مع قراءة ما أثاره قانون خفض التضخم الذي أصدره الرئيس الأميركي، جو بايدن، في آب الماضي، مِن مخاوف بشأن جذب الولايات المتحدة للاستثمار.