أخضع الروبل الروسي نحو 54 شركة طاقة أجنبية مرتبطة بعقود مع الشركة الروسية "غازبروم"، إذ فتح هؤلاء العملاء حسابات لتسديد مدفوعاتهم بالعملة الروسية بدلاً من اليورو والدولار.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، إن نحو نصف زبائن "غازبروم" من الشركات الأجنبية فتحت حسابات بالروبل لتسديد مدفوعاتها.
وأوضح أن "54 شركة مرتبطة بعقود مع غازبروم إكسبورت وافقت على فتح حسابات بالروبل"، مضيفا أنه "وفق الأرقام فنحو نصف زبائنا في الغاز فتحوا في مصارفنا حسابات خاصة بالعملات الصعبة تمهيداً لتحويلها إلى الروبل".
ومدفوعاً بتلبية بعض مشتري الغاز لمطلب موسكو الدفع بالعملة الروسية، ارتفع الروبل، الخميس، أمام الدولار، وارتد باتجاه أعلى مستوى في 5 أعوام مقابل اليورو.
وأصبح الروبل العملة الأفضل أداء هذا العام على الرغم من أزمة اقتصادية حادة، مع حصوله بشكل مصطنع على دعم من قيود فرضتها روسيا في أواخر شباط لحماية قطاعها المالي.
ورغم تحذير مفوضية الاتحاد الأوروبي من أن آلية روسيا بفرض الروبل تشكل التفافاً على العقوبات، مؤكدة ضرورة الاستغناء عن النفط الروسي، سارعت بعض دول التكتل للحفاظ على إمداداتهم من الغاز الروسي بفتح حسابات بالروبل.
وأعلنت شركة النفط الإيطالية العملاقة "إيني"، يوم الثلاثاء، فتح حساب باليورو وآخر بالروبل لدى "غازبروم بنك".
كما أكد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أن ألمانيا لا تستطيع الآن فرض حظر على إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا، لأن ذلك من شأنه خلق "مشاكل اقتصادية بينها ارتفاع الأسعار وتعطل سلاسل التجارة".
وعلى إثر ذلك، يعتزم الاتحاد الأوروبي استثمار 300 مليار يورو للاستغناء عن الوقود الأحفوري الروسي، لإنهاء الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي يعتزم حشد استثمارات تصل قيمتها إلى 300 مليار يورو بحلول عام 2030، لإنهاء اعتماده على النفط والغاز الروسيين، وفقاً لـ"رويترز".
والأسبوع الماضي، قالت أوكرانيا إنها ستعلق تدفق الغاز المار بأراضيها عبر نقطة عبور تنقل ما يقرب من ثلث الوقود المنقول من روسيا إلى أوروبا، وألقت باللوم على موسكو في هذه الخطوة، قائلة إنها ستنقل التدفقات إلى مكان آخر.
ولا تزال أوكرانيا طريقاً رئيسياً لعبور الغاز الروسي إلى أوروبا حتى بعد بدء العملية العسكرية الروسية على أراضيها.
وتعتمد القارة الأوروبية على إمدادات الغاز الروسي في سد أكثر من 40 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة.