الإعلام تايم – سوزانا القطيش:
أعلن حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة، عن نيته لهذا الأسبوع بضخ 100 مليون دولار أمريكي من القطع الأجنبي عبر المصارف، لأغراض تمويل المستوردات وفق أسعار تمويل العمليات التجارية التي يتم عادة تمويل المستوردات عليها وهي أسعار صرف تمييزية، بغية تأمين استقرار أسعار السلع في السوق.
وكشف ميالة عن إمكانية ضخ مبلغ 50 مليون دولار أمريكي عبر مؤسسات الصرافة، وفق الآلية الجديدة التي اتبعها المصرف المركزي اعتباراً من بداية الأسبوع الحالي، والتي تتضمن السماح لمؤسسات الصرافة تقديم طلبات تمويل المستوردات إلى المصرف المركزي، ليصار إلى تزويدها بالقطع الأجنبي وفق ذات الأسعار التمييزية الممنوحة للمصارف، الأمر الذي يعكس سعي مصرف سورية المركزي إلى الوصول إلى سعر صرف مستقر ومرضي، عبر تعزيز المعروض من القطع الأجنبي في السوق، وبما لا يتيح المجال لنشوء أي طلبات مفاجئة على القطع الأجنبي قد تتيح هامشاً إضافياً للتلاعب في سعر الصرف وإثارة الشائعات حول توافر القطع الأجنبي في السوق.
جاء ذلك خلال جلسة تدخل نوعية عقدها المركزي ظهر الخميس الماضي الموافق لـ 20/11/2014 بحضور ممثلين عن مؤسسات الصرافة المرخصة العاملة في القطر، وذلك بغية مناقشة آخر مستجدات تطور سعر صرف الليرة السورية، لاسيما خلال اليومين الماضيين الذين شهدا تحسناً ملحوظاً في سعر الصرف تجاوز 13 ليرة إثر الإعلان عن نية مصرف سورية المركزي عقد جلسة تدخل، وبهدف اتخاذ إجراءات داعمة لهذا الاتجاه الإيجابي وتأكيد حضور مصرف سورية المركزي الدائم والفعّال في سوق القطع الأجنبي.
حيث أشار ممثلو مؤسسات الصرافة المرخصة بأن "أسباب تراجع سعر صرف الليرة السورية خلال الأسبوعين الماضيين، إنما يعود إلى المضاربة والتأثير السلبي والتحريضي للمواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها الالكترونية التي تقوم بالترويج لأسعار صرف وهمية ومبالغ بها بشكل يومي، مستغلة أي تطورات أو ظروف مستجدة على صعيد الأزمة السورية اقتصادياً، أو أمنياً وعسكرياً وحتى نفسياً، لخلق فقاعات سعرية بغية تحقيق مكاسب عبر جني الأرباح وهو ما يتم على حساب أصحاب المدخرات الصغيرة"
هذا وأكد ميالة على متابعة مصرف سورية المركزي تدخّله الإيجابي والفعال في سوق القطع بآليات وأساليب لا يتوقعها المضاربون، وضخ القطع الأجنبي بشكل يومي عبر المصارف ومؤسسات الصرافة المرخصة، حيث لم يتوقف عن تزويد السوق بحاجتها من القطع الأجنبي منذ بداية الأزمة.
ونفى ميالة ما يشاع على بعض الوسائط الإعلامية لاسيما الالكترونية منها عن توقف مصرف سورية المركزي عن التدخل في السوق، وأرجعه إلى سعي المضاربين لزعزعة الثقة بالليرة السورية وقدرة مصرف سورية المركزي على ضبطها.
هذا وقد أكد ميالة على نوعية الإجراءات المتخذة حالياً، لتدعيم استقرار سعر الصرف والمتمثلة بالسماح لشركات الصرافة بالاحتفاظ بما يعادل 30% من الحصيلة اليومية للحوالات الواردة من القطع الأجنبي لأغراض التدخل الإيجابي في سوق القطع الأجنبي على اختلافها التجارية وغير التجارية، مع إتاحة المجال أمام مكاتب الصرافة لشراء القطع الأجنبي من شركات الصرافة لزيادة فعالية نشاطها في سوق القطع وعملية التدخل للوصول لأكبر شريحة ممكنة من فئات الطلب على القطع الأجنبي.
أما فيما يتعلق بطلبات القطع الأجنبي للأغراض غير التجارية "طبابة وتعليم وغيرها" التي تتجاوز الحدود القصوى المسموح بها، فقد دعا ميالة أصحاب تلك الطلبات للتوجه إلى مصرف سورية المركزي خطياً لبيان الحالة التي تستوجب بيعها القطع الأجنبي، وذلك ليصار إلى توفيره بشكل كامل وبسعر تمييزي.
وفي الختام جدّد ميالة تحذيره المواطنين من عواقب الانجرار وراء عمليات التسعير الوهمية التي تمارسها بعض الأطراف في السوق الموازية وعبر المواقع الالكترونية.
دمشق