الإعلام تايم || باسم بدران
خطوة نحو التاريخ، اللقب الثالث لأحد المنتخبين الفرنسي أو الأرجنتيني، منتخب الديوك سيسعى للمحافظة على لقبه وهو شيء استعصى على كل المنتخبات التي أحرزت اللقب منذ عام 1966 وحتى الآن، لذلك فإن وصول منتخب فرنسا إلى المباراة النهائية وإن كان أمراً متوقعاً من قبل الكثيرين قبل بداية المونديال، إلا أنه سيكلل بالنجاح والإنجاز الكبير إن تمكن منتخب الديوك من الفوز باللقب.
أما الأرجنتين انتظرت 36 عاماً، اقتربت أولاً عام 1990 مع مارادونا في ليلة بكى فيها مارادونا على ظلم الفيفا والحكم المكسيكي كوديسال.. ثم عادت واقتربت مع ميسي عام 2014 في ليلة بكى فيها ميسي أيضاً وتوجت فيها ألمانيا أيضاً باللقب.. الحياة تمنح فرصة أخرى لميسي ورفاقه بعد ثماني سنوات.. من أجل كتابة المجد ومن أجل صناعة التاريخ بلقب ثالث لمنتخب التانغو في كأس العالم بعد 1978 و1986.. اليوم في بوينس آيرس وكل المدن الأرجنتينية لا أحد يرى سوى صورة واحدة.. صورة ميسي وهو يتسلم كأس العالم من جياني انفانتينو ويحتضنها كما احتضنها مارادونا ورفع حينها فوق الأكتاف.
واليوم من المتوقع أن تمتلئ مدرجات ملعب لوسيل بالجماهير الأرجنتينية التي احتلت الدوحة منذ يوم أمس كما يقال.. أكثر من 45 ألف مشجع جاؤوا من الأرجنتين خصيصاً لمتابعة المباراة النهائية في ملعب لوسيل الذي عشقه الأرجنتينيين، متل (بومبونييرا) أو (مونومونتال).. فمباراة اليوم هي خامس مباراة تلعبها الأرجنتين بالمونديال الحالي على هذا الملعب.
الحكاية بين ميسي ومبابي
المواجهة بين النجمين تخلط الأوراق وتصعب المهمة على المدربين والفريقين. فصحيفة أوليه الأرجنتينية قالت: إن مدرب الأرجنتين سكالوني في حيرة من أمره، وقام بتجريب 3 خطط تكتيكية وأساليب لعب في تدريبات يوم الجمعة والتسريبات تقول إن الأرجنتين لن تستحوذ على الكرة طويلاً وستلعب بخطة (5-3-2) بوجود مولينا، روميرو، أوتاميندي، ليساندرو مارتينيز والعائد من الإيقاف أكونيا.. أما في حال كان أنخيل دي ماريا جاهز فممكن التحول لخطة (4-3-3) من اجل إرهاق الخاصرة اليسرى لمنتخب فرنسا وخاصة إن مبابي ليس من اللاعبين الذين يرجعوا للخلف ويدافعوا.
وبالنسبة لفرنسا فهمهم الوحيد هو إيقاف ليونيل ميسي، وهي المهمة اللي سئل عنها كل مدربي المنتخبات اللي واجهتهم الأرجنتين وكانت إجابتهم متطابقة: لا يمكن إيقاف ميسي.
ليونيل ميسي حكاية الطفل الذي انضم لبرشلونة بسن الـ13 بعد تكفل النادي الكاتالوني بدفع تكاليف علاجه اليوم ممكن تعرف الذروة والخاتمة السعيدة لمسيرة فاز فيها ميسي بكل شيء: 7 كرات ذهبية كأفضل لاعب في العالم، 4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، وحوالي 30 لقب مع برشلونة وفرنسا وأخيراً لقب كوبا أميركا الصيف الماضي 2021 وكان هذا لقبه الأول مع منتخب التانغو بعيداً عن الذهبية الأولمبية عام 2008، وأول لقب تحرزه الأرجنتين من عهد مارادونا وتحديداً من لقب كوبا أميركا عام 1993.
ميسي سجل مئات الأهداف وسحر العالم بمراوغاته وتمريراته وسرعته.. 96 هدف بقميص منتخب الأرجنتين.. و171 مباراة دولية كرقم قياسي.. لكن في خزانته مكان فارغ ينتظر "كأس العالم".
مواجهة اليوم تحمل الرقم 13 بتاريخ مواجهات المنتخبين: تاريخياً فازت الأرجنتين 6 مرات مقابل 3 تعادلات و3 خسارات.. في كأس العالم هذا هو اللقاء الرابع: أول مرة فازت الأرجنتين بهدف عام 1930 وكررت الفوز بعام 1978 عندما استضافت المونديال بدور المجموعات 2-1 لكن المواجهة الأخيرة بين المنتخبين انتهت بفوز فرنسا 4-3 بدور الـ16 من كأس العالم الماضية بمدينة كازان الروسية.
وبعيداً عن ميسي ومبابي يوجد لاعب ينتظر تتويج فرنسا اليوم ليدخل التاريخ. هو ماركوس تورام ابن المدافع الفرنسي ليليان تورام المتوج بكأس العالم 1998 مع ديدييه ديشامب.. وفي حال توجت فرنسا اليوم (سواء لعب بالمباراة أو لا) ستكون هي المرة الأولى بالتاريخ التي يحقق فيها أب وابنه الفوز بكأس العالم.
وقبل المباراة بـ24 ساعة استعاد منتخب فرنسا قوته الضاربة وعاد كل اللاعبين المصابين بعد ما اضطر ديشامب لإراحتهم اليومين الماضيين بسبب إصابات عضلية وكدمات إضافة إلى نزلات البرد وفيروس الإبل.. وتواجد بالمران الجماعي كل من كومان، كوناتي، فاران، ثيو هرنانديز، تشواميني، ورابيو.
ويذكر أن المباراة تقام عند الساعة السادسة مساءً لتهنئ عشاق الكرة فريقها الفائز بالفرح.