فرّ عشرات الآلاف من السودان إلى جنوب السودان، بسبب تواصل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" منذ أكثر من شهر، حيث عبر نحو 50 ألف شخص إلى بلدة الرنك الحدودية، حيث يقيم الكثيرون في أكواخ على امتداد الطريق، وفي مبانٍ حكومية في أنحاء البلدة، رغم مرور اليوم الـ5 من هدنة وقف إطلاق النار.
ويواجه رجال ونساء وأطفال يخيمون قرب الحدود الترابية للسودان وجنوبه مأزقاً. البعض يتجول بلا هدف في السوق، ويسأل الغرباء في يأس عن كيفية العودة إلى ديارهم.
وأمس الجمعة، أفاد سكان في العاصمة السودانية الخرطوم لوكالة "فرانس برس" بوقوع ضربات جوية وقصف بالمدفعية، منذ الدقائق الأولى لهذه الهدنة، التي اتفق عليها في 20 أيار/مايو، في مدينة جدة السعودية، وجاءت بعد 5 أسابيع من اندلاع الحرب.
وتسبب القتال الدائر بين طرفي النزاع في مقتل نحو 863 مدنياً على الأقل، قبل أن يبدأ وقف إطلاق نار لمدة سبعة أيام في ليل الاثنين الماضي. ويشعر المجتمع الدولي والحكومة بالقلق بشأن الصراع المستمر.
وقال يوهانس ويليام، رئيس الذراع الإنسانية للحكومة في ولاية أعالي النيل "نحن قلقون من المزيد من العنف".
وأضاف ويليام أنّ "الخدمات التي تقدم هنا، محدودة. أبلغنا أنّ هذا مركز إقامة مؤقت، أي شخص يأتي إلى هنا ينبغي أن يقيم يومين أو ثلاثة ثم يرحل"، متابعاً: "لكن حالياً للأسف، وبسبب تأخر عملية النقل، هم هنا منذ أكثر من أسبوعين وثلاثة أسابيع".
من جانبه، قال نيكولاس هايسوم، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان لـ "لأسوشيتد برس": "المشكلة تكمن في معضلة الاستجارة بالنار من الرمضاء، لأننا ننقلهم إلى ملكال، وملكال نفسها مزدحمة".
فيما حذّر فيرينك ديفيد ماركو، الباحث بمجموعة الأزمات الدولية، من أنه في حال تعرض خط الأنابيب لأضرار سوف ينهار اقتصاد جنوب السودان خلال أشهر.
بدوره، قال مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في شرق أفريقيا: "الوضع مزري في جنوب السودان حالياً، وأنا مجبر على استقبال لاجئين إضافيين وعائدين ونتيجة لذلك الاحتياجات الإنسانية في الدولة سوف تتنامى".