قررت أبوظبي خلال اليومين الماضيين عدم الرد بصيغة رسمية مباشرة على خطبة القرضاوي نهاية الشهر الماضي، التي اتهم فيها الإمارات بمحاربة الحكم الاسلامي وسجن المتعاطفين معه، وفق ما كشفته صحيفة (العرب اليوم) الأردنية.
وتمكنت الصحيفة من خلال الرصد لاجتماعات مجلس التعاون الخليجي، الحصول على معلومات مفادها، مناقشة مشروع لإعلان طرد قطر من النادي الخليجي، بسبب مخالفتها الميثاق الداخلي لمجلس التعاون، وهي الصيغة التي تعني أيضاً إتخاذ عقوبات إقتصادية قد يكون من بينها إغلاق الحدود، ومنع الطائرات القطرية من إستخدام أجواء الإمارات والسعودية.
وبحسب الصحيفة توقع مراقبون أن تتزايد في الأيام المقبلة التقارير التي تنتقد سجل حقوق العمال والإنسان في دولة قطر، وأن تدرس لجنة سلوكية داخل مجلس التعاون مستوى مخالفات قطر لميثاق الاخوة، الرابط بين المجلس، خصوصاً وأن الدوحة أعادت بث خطبة القرضاوي الأخيرة على شاشة التلفزيون الرسمي، ما يعني توفير التغطية للخطبة وصاحبها.
وكان الرد الرسمي الوحيد للإمارات من قبل الجنرال ضاحي خلفان نائب قائد شرطة دبي، الذي هاجم قطر وقيادتها والقرضاوي مجدداً، معتبراً أنها تشذ عن طوق المواثيق وتحاول خلق فتنة وانقسام بين شعوب دول الخليج.
وذكرت الصحيفة وفق مصادر خاصة أن الخيارات بالنسبة للسعودية في معاقبة قطر مفتوحة، لكن الدوحة من جانبها تبدو مطمئنة الى أن ردود فعل السعودية والإمارات لن تصل الى مستوى القطيعة، إغلاق الحدود.
وكانت وسائل الإعلام عزت الاطمئنان القطري للصلة التي تجمع ولي عهد دبي بالعائلة الحاكمة في قطر، فهو متزوج من ابنة حمد بن خليفة ( شقيقة تميم ) من أمه موزه.
وأشارت الصحيفة أن هجوم القرضاوي مجدداً على الامارات ومصر خلف أزمة حادة جديدة، فتحت مختلف مستويات التصعيد، وجعلت منظومة النادي الخليجي في مستوى التصدع الافقي والعمودي.
يشار أن صحيفة (الخليج) الإماراتية هاجمت قطر وأميرها تميم بن حمد في وقت سابق من الشهر الماضي، معتبرةً أن المشيخة القطرية تدعم الإرهابيين المصريين وتمنحهم الجنسيات والإقامات وصولاً الى ما كشفت عنه جريدة اليوم السابع المصرية من قيام قطر بتمويل داعش التي هددت بنقل نشاطها الارهابي الى الأراضي المصرية.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تهديد قطر بالطرد من مجلس التعاون، ففي وقت سابق من هذا العام كشفت مصادر خاصة عن نية السعودية في إخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي والإطاحة بها إن لم تتوقف عن التدخل في الشؤون السعودية، وتم إيصال الرسالة عبر أمير الكويت.