نشرت صحيفة "العرب الدولية" التي تصدر في لندن تقريراً تحت عنوان ""حرائر تونس" من رائدات التحرر إلى جهاديات متشددات" تحدثت فيه عن تأثّر الفتيات التونسيات بالأفكار الجهادية والتحاقهن بالجماعات المتطرفة سواء داخل تونس أو خارجها.
تبدأ الصحيفة بالقول: أضحت مسألة تأثّر الفتيات التونسيات بالأفكار الجهادية والتحاقهن بالجماعات المتطرفة ، ظاهرة خطيرة في بلد يعدّ رائداً في مجال حرية المرأة وتفتّحها وتعليمها.
وعن كيفية تجنيد "الجهاديات" تقول الصحيفة يعتبر الزواج أبرز الطرق وأقصرها لاستقطاب الفتيات وتجنيدهن وأغلب عقود الزواج تكون عرفية وهو زواج غير معترف به في تونس, إلى جانب المساجد، هنالك مخاوف جديّة من اختراق الإرهاب للمؤسسات التربوية والتعليمية, ويلاحظ الخبراء أن شبكات التجنيد تنشط في المدارس الثانوية، وتستقطب الطالبات الجديدات في الجامعة.
وتتابع.. وزارة الداخلية التونسية تقدّر عدد “الجهاديات” بحوالي 300 جهادية تونسية، بينما يقول المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل أن عدد “الإرهابيات” التونسيات يتراوح ما بين 500 و700 إرهابية تتراوح أعمارهن بين 15 سنة و35 سنة.
أما بالنسبة للدوافع..أشارت الصحيفة إلى أن الفقر والتهميش الاجتماعي هما الدافعان للانضمام إلى التنظيمات المتشدّدة. لكن، في حالات كثيرة من الفتيات اللاتي تم اكتشاف التحاقهن بالتنظيمات المتشدّدة، طالبات ينتمين إلى الطبقة المتوسّطة، أي أن المستوى التعليمي والاجتماعي لعائلاتهن جيد ويضمن لهن حياة كريمة وواعية.
وتلقي الصحيفة المسؤولية على عاتق الفضائيات الدينية في محاولة تشويه الإسلام في تونس, ثم بعد 2011 تولّت مواقع التواصل الاجتماعي وحلقات المساجد مهمة غسيل الأدمغة”.
وأضافت.. لا ينفي الخبراء أن “ظاهرة الجهاديات التونسيات” تعد “مؤشرا قوياً على هشاشة وضع المرأة التونسية المنحدرة من الفئات الفقيرة والمهمشة والأمية اجتماعيا وثقافيا”, ولم تكن علاقة المرأة التونسية بالتنظيمات الجهادية بجديدة، حيث تسلل الإرهاب إلى المجتمع النسوي التونسي منذ بداية الثمانينات.
وختمت الصحيفة بـ ترجع المنظمات النسوية الناشطة في مجال مكافحة الإرهاب، تنامي “ظاهرة الجهاديات التونسيات” إلى “انسحاب الدولة” من فضاءات المجتمع، الأمر الذي فتح المجال واسعاً أمام الجماعات الجهادية لتستغل الأوضاع المتردّية للمرأة التونسية وانسداد الآفاق أمامها لتزجّ بها في مستنقع “صناعة الموت” وتضرب مكانة المرأة التونسية التي راهنت عليها تونس كعنوان للحداثة وكحاملة للقيم المدنية التي ترفض التشدد الديني، في العمق.