الإعلام الإلكتروني
أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن مقولة إسقاط النظام في سورية والسيطرة على سورية انتهت ميدانياً وسياسياً وهذا يعود إلى صمود القيادة والجيش السوري وصمود القوات الشعبية وجزء كبير من الشعب السوري، مؤكداً أن الجميع وصل إلى نتيجة أن لا مكان لأي حل سياسي بمعزل عن القيادة السورية.
وفي الموضوع الميداني لفت إلى أن العامل السعودي هو أضعف عامل إقليمي مؤثر بعد أن كان الأمير بندر بن سلطان مستعداً للإتيان بكل مقاتلي الدنيا للقتال في سورية من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد بغض النظر عن انتماءاتهم وافكارهم العقائدية، لافتاً إلى أن هذا خطأ ارتكبته السعودية.
وقال: إن الرياض أرادت أن توظف "داعش" و"النصرة" في هذه المعركة لكنهما خرجا عن السيطرة، مشيراً إلى أن ما تبقى للسعودية هي الجبهة الاسلامية، أو جيش الاسلام في الغوطة وبعض فصائل الجيش الحر، وهم الآن الأقل تأثيراً في الميدان.
في المقابل اعتبر السيد نصر الله أن هذا الضعف السعودي في الميدان لا ينسحب على التأثير السعودي في الحل السياسي معتبراً أن ذهاب السعودية بشكل جاد إلى حل سياسي يعطيه دفعاً قوياً.
السيد نصر الله أكد وجود علاقة عملية وميدانية بين تركيا من جهة و"داعش" و"النصرة" من جهة ثانية، مشيراً إلى أن أهم الحدود التي يدخل منها السلاح إلى سورية هي الحدود التركية التي هي تحت عين الجيش والمخابرات التركية.
مشيراً إلى أن ضرب أي أهداف في سورية هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس استهدافاً لسورية وحدها وبالتالي فإن محور المقاومة معني بالرد على أي عدوان مماثل وباتخاذ القرار وتحديد موعد هذا الرد، قائلاً: "إن هذا أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت".
وحول الحل السياسي في سوريا قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: إن الإدارة الأميركية وصلت إلى مكان بأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد شرطاً للحل السياسي، مشيراً إلى أن من يصر على رحيله هي دول إقليمية من بينها تركيا السعودية.
السيد نصر الله تحدث عن معالم تسوية ومسودات لم تصل إلى مستوى المبادرة الجدية مشيراً إلى أن أن الدولة العربية الأكثر تشدداً بموضوع سورية وصل معها الحال أن تقبل بحل يقضي ببقاء النظام والجيش وحزب البعث ومجيء رئيس من الطائفة نفسها شرط ذهاب الرئيس الأسد، معتبراً أن هذا الأمر يشير إلى وصول هذه الدولة إلى درجة كبيرة من اليأس والإحباط والقناعة بأنه لا يمكنها أن تغير شيئاً من الواقع الموجود في سورية ولا تستطيع أن تفرض من خلال الميدان شيئاً على النظام.
وقال السيد نصر الله: "لا يستطيعون أن يتركوا أكثر من ذلك الوضع في العراق وسورية كما تركوه في السابق. اللعبة كما يستخدمون في أدبياتهم انتهت. والآن ليس فقط أصابع اللاعبين بدأت تحترق بل أيديهم بدأت تحترق. النار بدأت تصل إلى عيونهم ووجوههم" مضيفاً أن "لعبة ورقة "داعش" انتهت ولا لقدرة لها على تغيير المعادلة وفرض معادلة سياسية وميدانية جديدة".
وحول ما يحصل في المنطقة المحاذية لشبعا والقنيطرة قال السيد نصر: "هناك أمر كبير وخطير يخطط له"، مشيراً إلى أن هناك حذراً عند الدولة والجيش والأجهزة الأمنية والمقاومة بأن يكون من ضمن مخططات "اسرائيل" الدفع ببعض التنظيمات للإعتداء على لبنان لإشغال هذه الأجهزة، قائلاً: إن هذه فرضية قائمة ولكن لم يحصل حتى الآن أي خرق يستلزم رداً من المقاومة.
السيد نصر الله أكد أن ما يحصل في الجولان هو مقاومة سورية، نافياً وجود تشكيل لحزب الله في الجولان يقوم بأعمال المقاومة.
و قال: إن "داعش" بنيت وكبرت وتطورت وقويت تحت عين الأميركيين وبرضاهم إلى ما قبل الموصل وانقلاب "داعش" من خلال ضرب حلفائها، مضيفاً أنها كانت متبناة إقليمياً ودولياً وحتى فرنسياً وبريطانياً، وكان المطلوب منها اسقاط النظام في سورية والحكومة في العراق.
ورأى الأمين العام لحزب الله أن الهدف من التحالف الدولي ليس القضاء على "داعش" وإنما احتواؤها لا سيما في العراق لفرض شروط في المنطقة والدليل على ذلك أن "ما شنه التحالف منذ تشكيله إلى اليوم لا يزيد على عدد الغارات الإسرائيلية على لبنان في حرب تموز في اليومين الأولين".
وكشف السيد نصر الله أن الأميركيين أبدوا استعدادهم لمساعدة العراقيين في مقابل قواعد أميركية في العراق من جديد، ومطارات وحصانة للجنود، بمعنى أن ما عجزت واشنطن عن الحصول عليه في الاتفاقية في 2011 تريد ثمنه.
أما في سورية فإن الأميركي يريد أن يدع "داعش" تضغط على النظام وعلى بقية الأطراف الأخرى إلى أن ينضج الحل السياسي الذي يناسبه، مشيراً إلى أن تسامح الولايات المتحدة مع تركيا إزاء رفضها الانضمام إلى التحالف الدولي رغم كونها عضواً في الحلف الأطلسي يأتي في سياق الهدف الحقيقي للأميركيين باحتواء داعش وليس السيطرة عليها ويمكن لهم ذلك دون الأتراك.
وأكد نصر الله أن انشغالات حزب الله في الساحات والميادين الأخرى لا ولن تكون على حساب جهوزية المقاومة التي تبقي عيونها وعقلها ومتابعتها قائمة وحثيثة في مواجهة العدو الإسرائيلي، معتبراً أن الأخير سيكتشف أنه ارتكب حماقة في حال كان يبني حساباته على المقولات بأن المقاومة أصابها الوهن أو الضعف أو أنها مستنزفة أو أنه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وإمكاناتها وعزمها.
متابعات