خاص الإعلام:
اختتم وفد دعاة السلام في سورية أعماله في فندق "الداما روز" بدمشق، داعياً الى نبذ العنف والقتل في سورية، مطالباً المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته الكاملة لدعم السلام والحوار في سورية.
وفي مؤتمر صحفي، ظهر أمس الاثنين، أصدر الوفد البيان الختامي معلناً انتهاء زيارته الى سورية بنتائج مثمرة ، مؤكداً أنها ستعود بالخيرعلى الشعب السوري، الذي سيبقى موحداً رغم اختلاف عقائده وطوائفه.
وكانت السيدة كوثر البشراوي أحد أعضاء الوفد بدأت المؤتمر، بتقديم الشكر لسورية وشعبها، لأنهم سمحوا للوفد بالدخول الى الأراضي السورية دون حذر، معتبرةً أن هذا المؤتمر "لمة عائلية" من قبل أناس شعروا بالأسى تجاه ما يعانيه أهلهم في سورية، وقدمت البشراوي اعتذاراً للمناطق التي لم تستطع قافلة دعاة السلام الوصول إليها، راجيةً من الله تعالى أن ينصر سورية في حربها على الارهاب.
وأكد بيان الوفد الختامي ، أن السوريين يمكنهم حل مشاكلهم وبناء مستقبلهم ، مطالباً بوقف التدخل الخارجي في الشؤون السورية الداخلية ، معتبراً أن هذا التدخل من دول كان همها الاكبر تدمير الدولة السورية، هو السبب في إطالة معاناة الشعب السوري.
ورداً على أسئلة الصحفيين، وعد الوفد بأنه سيحمل رسائل الشعب السوري الى بلدانه، وسيطلب من حكوماته بحماية السلام في سورية، من خلال دعم وقف الحرب، مؤكداً أن سورية سيبنيها السوريون وليس الخارج.
ونوه البيان الى أن إرادة العيش التي لمسها الوفد، خلال تجواله في العديد من المناطق في سورية، هي أكبر من الأزمة التي عصفت ببلده منذ أكثر من 3 سنوات، كما أشار الوفد الى أن السوريين رفضوا إملاءات المسلحين عليهم وصمدوا في وجه عدوانهم الممنهج، ما اضطرهم الى ترك منازلهم التي سيطر عليها الارهابيون، وأحرقوها بعد سرقة محتوياتها.
وكان الوفد وعد السوريين في بيانه الختامي بمواصلة البقاء إلى جانبهم، حتى تتحرر أراضيهم من رجس الارهاب، ويعم السلام في كافة الأراضي السورية، ورأى الوفد العالمي الذي ضم نحو 50 شخصية دينية وثقافية ورؤوساء أحزاب وناشطين في حقوق الإنسان من 12 دولة في العالم (لبنان واستراليا وبريطانيا وكندا وألمانيا وباكستان وإيران)، أن نوايا دولهم إيقاف تصدير السلاح والمسلحين إلى سورية، بداية لنجاح جزئي في دعم الحوار والسلام فيها.
يشار أن الوفد العالمي للسلام، الذي ضم شخصيات بريطانية وأوروبية وغربية بارزة، وصل الى سورية في 10نيسان/ أبريل الجاري قادماً من إيران على متن طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وحضرالمؤتمر الصحفي الختامي عدداً من أعضاء الوفد، وهم كوثر البشراوي، إعلامية تونسية مستقيلة من قناة الجزيرة، والأم فاديا اللحام والدكتور أحمد خضور و الناشطة الايرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام ميريد ماغواير رئيسة الوفد، وزعيم حزب (ويكيليكس)، جون شيبتون، والد مؤسس موقع ويكيليس جوليان أسانج، والأب ديف سميث من الكنيسة الانغليكانية في أستراليا، والدكتور داكلين هايز من جامعة ساوثامبتون البريطانية.
الجدير بالذكر أن الهدف من زيارة وفد "دعاة السلام" الى سورية بحسب النادي الاجتماعي البريطاني، كان لإعادة التواصل بين سورية وأوروبا بعد فرض العقوبات الجائرة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي، وتمكين الوفد الزائر من تكوين صورة واقعية على الأرض حول حقيقة ما يجري من أحداث عليها، تتناقض بشكل كبيرمع ما تروجه وسائل الإعلام، وفتح حوار مباشر بين رجال الدين الأوروبيين والسوريين حول التعايش بين مختلف الأديان في سورية.
كما أن الزيارة الى سورية كانت تهدف إلى تعرية المحاولات الجارية من قبل قوى إقليمية وعالمية لنشر أفكار تكفيرية تعمل على بث الكراهية والفرقة بين الأديان والطوائف والترويج لسياسة القتل والعنف المذهبي، والتي لم تشهدها سورية في تاريخها."
طارق ابراهيم