أشارت صحيفة "السفير"اللبنانية بعد جلسة استجواب قادة محاور طرابلس في سجن رومية برئاسة العميد خليل ابراهيم، إلى أنه لم يعد اسم العقيد المتقاعد من الجيش عميد حمود يقال همساً كما في السابق، وإنّما جاهر قائد محور "ستاركو" سعد المصري ومعه يحيى الصالح بعلاقة حمود بجولات العنف التي حصلت في طرابلس وإرساله الأسلحة والذخائر والعتاد إلى باب التبانة وخصوصاً إلى "زياد علوكي".
ونقلت الصحيفة عن المصري قوله: إن وزير العدل أشرف ريفي "خذلنا"، و حينما كان خارج الحكم كان يدافع عن قادة المحاور ويمدحهم واصفاً إياهم بالمدافعين عن الشرف.
ولفت المصري إلى أن استخبارات الجيش اللبناني كانت تتصل به من خلال العميد عامر الحسن والعميد سعيد الرزّ للتدخّل في بعض الأحيان لمنع أي إشكال.
كما روى المصري الكثير مما يعرفه عن العقيد المتقاعد حمود، إذ أكّد أن ثلاثة أرباع المجموعات المسلّحة التي شاركت في القتال في عاصمة الشمال كانت تتبع لحمّود، وهو كان يأتي بالأسلحة ويعطيها إلى زياد علوكي وبلال عكاري الملقب بـ "أبي منصور"، كما أنّ حمود كان يرسل مجموعات لتدريب بعض المسلحين الذين لا يعرفون استخدام أنواع جديدة من الأسلحة.
وأكد المصري أنّ لحمّود أيضاً تنظيماً مسلحاً يحارب في سورية يحمل اسم"وأَعِدّوا"، وكان يأتي إلى طرابلس ببعض البدلات الحربيّة والأعتدة التي كتب عليها "وأَعِدّوا"، مشدداً على أنّ قائد لواء "وأعدوا" غيّاث جمعة الملقّب بـ "أبو الوليد" بايع "داعش" لاحقاً وفجّر نفسه منذ أقلّ من شهر ونصف الشهر بحاجزٍ للجيش في رأس بعلبك.
ولثبيت كلامه، أعلن قائد "محور ستاركو" أنّه حصلت اتصالات بموقوفين من قبل عدد من نوّاب طرابلس لمنعهم من إدخال اسم حمود في القضية. كما أن حمود اتصل بعدد من الموقوفين، مؤكداً أنه إذا لم يتراجعوا عن إفاداتهم فإن الجلسات ستتأجّل في كلّ مرّة. وهذا ما حصل فعلاً، بحسب سعد المصري.
وروى المصري أنّه حين كان في المبنى "ب" في سجن رومية وكانت الاتصالات مسموحة، اتصل حمود بالموقوف حمدي بكر عواد مهدداً إياه بأن جلسته لن تمشي، وفعلاً هذا ما حصل. وسرعان ما تراجع عواد عن إفادته، نافياً أي علاقة لحمود بالقضية، فما كان إلا أنّ تمّ إخلاء سبيله.
وذكرت "السفير" ان كلّ هذه الاعترافات التي قالها المصري كانت على مرأى ومسمع "زياد علوكي" الذي لم يقاطعه بكلمة واحدة، برغم مقاطعته إفادات الموقوفين الآخرين: جلال حجّة، فادي الحلبي، بلال عكّاري والمخلى سبيله خلدون حجازي. ولم يكن صمت "علوكي" إلا بمثابة مصادقة على إفادة شقيقه الأصغر الموقوف يحيى الصالح التي صبّت في إطار رواية المصري.
وفي استجواب يحيى الصالح الذي أنكر المشاركة في المعارك، قال: أنّه سأل مرّة شقيقه من أين يأتي بالسلاح والذخائر، فقال له الأخير "من العميد حمود. فهو يعطي كلّ الناس"، لافتاً الانتباه إلى أنّ شقيقه لم يكن يريد توتير الأوضاع بل كان هدفه الإبقاء على سيطرته على المنطقة.
مركز الإعلام الالكتروني