الإعلام الإلكتروني
تناقلت وسائل الإعلام الخليجية، أنباء عن قيام بعض الأشخاص بإرسال إعلانات زواج من فتيات سوريات، وذلك ضمن رسائل عبر الهواتف المحمولة و مواقع التواصل الإجتماعي و التطبيقات الإلكترونية كـ "واتس أب"، يعلن فيها عن وجود فتيات سوريات راغبات بالزواج من خليجيين مقابل مبالغ مالية زهيدة.
و يؤكد المعلنون في رسائلهم أنهم مخولون من جهات حكومية بتزويج لاجئات سوريات أعمارهن تحت السن القانوني، حيث كتب أحد مروجي الزواج من السوريات في رسالة إعلانية: "لمن يرغب في الأجر، أزوج شابات سوريات يتيمات بألفي ريال فقط، ولا نريد سوى سترهن والأجر.. فاعل خير"، وتضمنت رسالته صورة من الوثيقة المتداولة انطلاقاً من تعزيز صدقية الرسالة.
ونقلت صحيفة الحياة السعودية عن أحد المروجين، لمثل هذه الرسالة لم تكشف الصحيفة عن هويته، أنه استطاع تزويج أكثر من 200 فتاة سورية لمواطنين خليجيين خلال العام الماضي، موضّحاً أنه لا يسعى إلى كسب المال من خلال هذا العمل "وإنما إلى التقرّب من الله وتحقيق الستر للفتيات"، و أضافت الصحيفة نقلاً عن مصدره تأكيده بأنه يستقبل آلاف الاتصالات والرسائل النصية التي يرغب أصحابها بالزواج، إضافة إلى استقباله طلبات زواج من الفتيات أنفسهن، مبيّناً أن أكثر الطلبات التي تلقاها من رجال خليجيين، لافتاً إلى أنه منذ أوائل العام 2011، سعى من خلال بعض المكاتب الخيرية إلى التعريف بنفسه كفاعل خير لتزويج الفتيات السوريات، إلى جانب أنه أصبح معروفاً لدى الراغبين بالزواج من دول خليجية عدة.
وتعود قضية تزويج الفتيات السوريات إلى العلن والنقاش أكثر من مرة، خصوصاً القاصرات منهن إلى رجال عرب وأجانب، في مقابل مبالغ مالية ضئيلة، وكانت منظمات حقوق الإنسان قد تفاعلت مع انتشار حالات تزويج السوريات، خصوصاً القاصرات منهن إلى رجال عرب وأجانب، مشكّكة في عقد مثل هذه الزيجات التي لا تلبث أن تنتهي بعد أشهر أو أيام قليلة، وأنشئت صفحة على موقع على "فيسبوك" في 16 أيار (مايو) الماضي بعنوان "لاجئات سوريات للزواج"، لتستقطب أكثر من 18 ألف عضو في أقل من أسبوع، قبل أن يتم إقفالها بضغط من ناشطين.
واعتبر مراقبون أن مثل هذه الدعوات ليست إلا "حفلة من هتك الأعراض والاتجار المجاني بالنساء"، فيما أشارت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في تقارير عدة إلى حجم الاستغلال الجنسي والنفسي الذي تتعرض له اللاجئات السوريات، مطالبة بوقفه عاجلاً.
وكان وكيل وزارة الداخلية لشؤون الحقوق قد وجه كتاباً لدار لرعاية الأيتام في لبنان يدعوها لتزويج الفتيات السوريات من ذوي قتلى الميليشيات المسلحة في سورية، لمواطنين سعوديين.
يُذكر أن أكثر حالات الزواج بين الفتيات السوريات تشمل القاصرات من اللاجئات، باعتبارهن الحلقة الأضعف، وقرارهن في أيدي أولياء أمورهن، بينما يبلغ عدد الفتيات السوريات المسجلات في سجلات مفوضية اللاجئين في لبنان بين 12 و17 عاماً، واللاتي يعتبرن في دائرة الخطر، نحو 62 ألف لاجئة، في حين تبلغ نسبتهن في مصر 5.6 في المائة، وتصل في العراق إلى 7.4 في المئة من عدد اللاجئين السوريين. وتشكّل الطفلات بين عام و17 عاماً في الأردن ما نسبته 26.3 في المئة من عدد اللاجئين.
متابعات