بعد ساعات من انطلاق الانتخابات التركية، بكل ما تشهده من اصطفافات وانقسامات حادة على أساس الهوية، النجم الأبرز رجب طيب أردوغان، فإما أن تحد الانتخابات من طموحه أو تؤدي الى ظهور هتلر عثماني، وذلك بحسب المركز الدولي للدراسات الامنية والجيوسياسية في إيران.
وأضاف المركز "لا نفتري عليه. وجه الشبه بين الرجلين في الأصل والنشأة والصعود والمواقف المتطرفة والعنصرية وصل إلى حد الاستنساخ، فأردوغان تركي من أصول جورجية وهتلر الماني من أصول نمساوية.. كلاهما دخل السجن، الأول بتهمة التحريض على العنف والكراهية الدينية والعرقية، والثاني بتهمة الخيانة العظمى.. وكلاهما استخدم سلم الديموقراطية للوصول الى قمة السلطة بغية إجراء تغيير جذري في النظام القائم، وكلاهما وظف الحس القومي والتطرف لقمع المعارضين.. وكلاهما أسس عصابة، الأول اسس عصابة عائلية والثاني عصابة حزبية، وكلاهما تمتع بخطابة كاريزمية حادة، وكلاهما استخدم الإرهاب ضد جيرانه.
وتابع المركز "كما تخلص هتلر من كل منافسيه داخل حزبه، تخلص اردوغان من استاذه نجم الدين اربكان وهمش رفيق دربه عبدالله غول بطريقة لا تخلو من اللؤم والخسة.. فمواقف اردوغان من "الأخر" لا تختلف في حدتها عن مواقف هتلر، فكلاهما عنصري، الأول انطلاقاً من مذهبية مقيتة وشعور بالتفوق التاريخي، والثاني من الشعور بالتفوق القومي، وكما نجح هتلر في إجراء تعديل دستوري منحه السلطة المطلقة - "ديكتاتورية الحزب"، يسعى أردوغان الى تحقيق حلمه في الانتخابات المقررة اليوم.
الفارق الأبرز بين الطرفين، أن الرايخ الثالث كان المانياً بحتاً، بينما الرايخ العثماني ليس سوى جيش مكوَّن من حثالات بشرية تم تجميعهم من أكثر من 80 دولة.
وأشار المركز الى اردوغان يسعى إلى اجراء تعديل دستوري يحول النظام التركي من نظام برلماني إلى نظام رئاسي يفتح امامه كل ابواب الاستبداد كحاكماً فردياً يحصر كل السلطات بيده، ولتحقيق هذا الحلم يحتاج الى 60% من عدد المقاعد (330 معقد) لإقرار التعديل الدستوري في البرلمان ومن ثم إحالته إلى استفتاء شعبي، وإذا حصل على الثلثين لا يحتاج الى استفتاء شعبي، إقرار التعديل الدستوري في البرلمان يكفي لصعود هتلر عثماني.
وقال المركز إن الهوس العثماني يعميه عن مجموعة من الحقائق تتعلق بالديمغرافيا التركية.. الانقسامات التركية لا تقل عن تلك في العراق، بانتظار من يوظفها لتفجير تركيا من الداخل، واذا انفجر الوضع العرقي أو الطائفي في بقعة من تركيا، سيصل التشظي الى كل مدينة وشارع.
في الحالتين، سواء نجح أو لم ينجح العثمانيون الجدد في العودة الى عهد الفتوحات والمذابح، انقسمت تركيا على أساس الهوية، العثماني بفاشيته الدينية والعلماني بفاشيته الاتاتوركية والقومي المتطرف والكردي، الذي يبحث عن حقوقه القومية لن يصدق وعود أردوغان ولو جاءهم مرة أخرى رافعاً القرآن.
مركز الإعلام الإلكتروني