لقي 6417 شخصا على الأقل مصرعهم، وأصيب 15962 آخرون بجروح نتيجة القتال في شرق أوكرانيا، منذ اندلاع الأزمة هناك في نيسان العام الماضي وحتى 30 أيار.
جاء ذلك، في بيان صدر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان استنادا إلى التقرير حول حالة حقوق وحريات الإنسان في أوكرانيا.
ورجحت بعثة المراقبة الأممية، التي أعدت التقرير المذكور، وهو العاشر لها منذ اندلاع النزاع، أن تكون الحصيلة الحقيقية لضحايا النزاع الأوكراني أكبر من تقييماته.
وأشارت إلى أنها جمعت شهادات كثيرة، تثبت وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قصف المدن والبلدات، والإعدامات والاعتقالات غير الشرعية، والمعاملة السيئة والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
شهادات، قال أصحابها في مدينة دونيتسك وغيرها من المناطق الأكثر تضرراً لبعثة المراقبة الأممية: "نريد فقط إحلال السلام".
أما اتفاق، وقف إطلاق النار الذي أثمر بعد مفاوضات مطولة و صعبة في العاصمة البيلاروسية مينسك، فأكد التقرير أن طرفي النزاع لا يطبقانه بشكل كامل، مشيراً إلى أن القتال المستمر، في شرق أوكرانيا قد أثر تأثيرا مدمرا على حياة 5 ملايين شخص يقطنون المنطقة، إضافة إلى 1,2 مليون من النازحين.
التقرير الذي يشمل الفترة بين الـ16 شباط والـ15 أيار، يسجل انتهاكات كثيرة ترتكب سواء في المناطق غير الخاضعة لكييف أو الخاضعة لها، بما في ذلك تعذيب المعتقلين على يد رجال أمن أوكرانيين وحوادث الاختفاء القسري لمواطنين تشتبه كييف في سعيهم لـ "الانفصال والإرهاب".
كما ذكر التقرير أن سكان المناطق غير المسيطر عليها من قبل العسكريين الأوكرانيين معزولون ويعانون بسبب فرض "نظام الرخص" لعبور خط التماس، بينما يعاني 400 ألف متقاعد على الأقل في تلك المناطق بسبب تعليق كييف صرف المعاشات لهم.
يضاف إلى ذلك، التمييز الممارس في حق النازحين، الأمر الذي يجعل حصول بعضهم على العمل والسكن والخدمات الاجتماعية أمراً صعبا، بحسب التقرير.
وأكدت بعثة المراقبة، تعثر التحقيق في أعمال القتل التي وقعت في ميدان الاستقلال في كييف وراح ضحيتها (117 قتيلا) وفي أوديسا (48 قتيلا).
وحمل التقرير كلا جانبي النزاع فرض قيود خطيرة على حرية الإعلام، بما في ذلك منع ممثلي أكثر من 100 وسيلة إعلام روسية من حضور المؤتمرات الصحفية للمسؤولين الأوكرانيين. وذكرت البعثة الأممية أن الصحفيين في أوكرانيا غير آمنين، مشيرة إلى مقتل 8 صحفيين في منطقة النزاع إضافة إلى مقتل الصحفي الأوكراني أوليس بوزينا الذي كان معروفا بموقفه المعارض للسلطات الجديدة في كييف.
ودعا التقرير الأممي جميع أطراف النزاع إلى إيجاد طريق للوفاق من خلال الحوار وتنفيذ اتفاقات مينسك بالكامل، مؤكدا ضرورة "وقف القتال وضمان التحقيق في كل الانتهاكات لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني والدولي".
الأمم المتحدة تحاول حمل كييف على استئناف دفع المعونات الاجتماعية لسكان دونباس
وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف الاثنين قال إيفان شيمونوفيتش، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن المنظمة الدولية ستواصل جهودها لحمل كييف على استئناف دفع المعونات الاجتماعية ورواتب التقاعد لسكان المناطق الخارجة عن سيطرة السلطات الأوكرانية في منطقة دونباس.
وقال في رده على سؤال لوكالة (تاس): "إننا سنواصل إبلاغهم بقلقنا من هذه القضية"، وتابع أن الأمم المتحدة قلقة أيضا من القيود التي تفرضها كييف على تحرك المواطين من وإلى المناطق الخاضعة لسيطرة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد.
مركز الإعلام الإلكتروني