الإعلام تايم
أكد الكاتب الإعلامي محمد صادق الحسيني أنّ عراقاً جديداً ما كان يحلم به أو يتمناه أو يتوقعه الانكليز أو الأميركان أو العثمان أو الغربان أو العربان، سيخلق من جديد، ومن رحم النهضة السورية هذه المرة.
وأوضح الحسيني في مقال نشر له اليوم السبت 14 حزيران/يونيو في صحيفة (البناء اللبنانية)، بعنوان "داعش والحمقى.. أربع هزائم كبرى والخير في ما وقع"، أن الزحف الوهابي على بغداد لن يعيد كرة النار والمقابر الجماعية إلى العراق بل سيكون مقبرة تاريخية لهم عندما سيتحوّلون خلال الأيام المقبلة إلى نفايات "قاعدية" بسبب غلطتهم الاستراتيجية وخروجهم الشهواني من جحورهم، إمّا لسوء تقدير للموقف العام ونفاد صبرهم، أو لفخ أو شرك مشترك حضّر لهم في ليل وهم لا يشعرون. فإنهم أوهن وأضعف وأعجز من أن يوقفوا صعود جبهة المقاومة وتقدمها لاحتلال الموقع اللائق بها في المعادلتين الإقليمية والدولية.
وذكر الكاتب الحسيني إن البعض يتساءل : لماذا إذن قرّروا هذا الهجوم الواسع النطاق ونقل المعركة إلى ساحة العراق تحديداً؟
الجواب ببساطة: أربع هزائم كبرى في الإقليم لم تبق لهم غير التسليم والإذعان أو الانتحار الجماعي، وكلاهما مرّ.
الهزيمة الأولى: خسارة أفغانستان بعدما بات مؤكداً صعود المرشح عبد الله عبد الله ونهاية مرحلة طالبان وإنْ بالتدريج.
الهزيمة الثانية: خسارة العراق في انتخابات مجالس محافظات عرّتهم وجعلتهم يتسوّلون الدعم والإسناد الإقليمي لوقف زحف بغداد الجديدة على ما تبقى من أنبارهم والفلوجة…
الهزيمة الثالثة: خسارة موقع مصر العروبة والإسلام مصر الأزهر والاعتدال.
الهزيمة الرابعة: وهي هزيمتهم المدوّية والقاصمة للظهر في انتخابات الرئاسة السورية، التي أفقدتهم صوابهم وجعلتهم مضطرين إلى تجرّع كأس السمّ غداة الثالث من حزيران الماضي، مثلما فعل سيدهم أوباما في ليلة الثالث من أيلول من العام المنصرم.
وأشار الحسيني إلى أن سيكون هناك عراق جديد تماماً لا أثر فيه لا لدستور بريمر ولا لحكومة المحاصصة من أيام مجالس الحكم ولا لوجوه بطانات الاحتلال الكالحة. والأدلة والبراهين على ذلك كثيرة أهمّها:
أولاً: لن تسمح إيران بسيطرة "داعش" والحمقى على بلاد الرافدين والمقدسات ولو بلغ ما بلغ.
ثانياً: "داعش" نفسها لن تتمكن من الإمساك بالأرض والجغرافية لأنها أضعف وأعجز وأوهن من أن تسيطر أو تفرض سلطة لها على أي مدينة عراقية .
ثالثاً: مجموع أو إجمالي تداعيات الحدث أو الإنجاز السوري العظيم على الإقليم وسقف العالم لن يسمح بمثل هذا التحوّل الذي يروّج له "الداعشيون".
رابعاً: الداعشيون أنفسهم إنّما وقعوا في مثل هذه الحماقة لأنهم كانوا في حالة حصار في الفلوجة وغيرها، وأرادوا من خلال هذا الاستعراض فك الحصار عن جماعاتهم المنتحرة والمنتهية في غرب العراق.
خامساً: إنهم كرّروا غلطة صدام الاستراتيجية في غزو الكويت بعد وصول إشارات هذه المرة للغبي من داخل الإقليم العراقي ومن الجار الشمالي والجار الجنوبي بأنّ الطريق سالكة الى عاصمة الرشيد بسبب استغراق أهل الحكم العراقي في خلافاتهم الداخلية.
لكنّهم وقعوا في شبك شدّ العصب العراقي الوطني.
والغلطة هذه المرة بألف… وسيهزم جمعهم سريعاً…
صحيفة البناء اللبنانية