أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، "أن الغرب وخاصة أمريكا لجؤوا خلال العقود الثلاثة الماضية، إلى مختلف أنواع العقوبات لإرغام إيران على العدول عن أهدافها وحقوقها الطبيعية المشروعة، في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية لكنهم أدركوا أن هذه العقوبات “لم تكن ناجعة”.
وقال ظريف في مقابلة مع صحيفة إيران نشرتها الأحد إن "التاريخ أثبت للجميع أن الشعب الإيراني قادر على الصمود بوجه كل ما يفرض عليه من ضغوط ".
من جانبه، أوضح علي اكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، "أن الهدف النهائي لجميع أعضاء الفريق الايراني النووي المفاوض، يتمثل بحماية مصالح الشعب الإيراني وإزالة كافة أنواع الحظر والضغوط الظالمة."
وقال صالحي في تصريح له الأحد 15 أذار،" إن تصرفات الطرف المقابل توضع في ميزان اختبار المصداقية باستمرار واذا شعر المسؤولون الإيرانيون بأن هذا الطرف ينتهك التعهدات الملزمة، فإننا سنبدي ردود أفعال مناسبة والطرف المقابل يُدرك ذلك جيدا. وأضاف صالحي" أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل، وأن استراتيجيتنا تقوم على تحقيق الأهداف الكبرى، التي رسم معالمها قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ، مؤكداً أن المسؤولين عازمون على الاستفادة من منشأة "فردو" النووية، وفق الاحتياجات التقنية لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية، حيث يرتبط ذلك بعناصر عديدة منها إطار الاتفاق مع الطرف المقابل.
ولفت إلى "أن مفاعل "اراك" للماء الثقيل لن يتغير في المحتوى بل ستجري بعض التغييرات التقنية في داخله، وكذلك في نوع الوقود بهدف خفض حجم "البلوتونيوم" المنتج، موضحاً أنه لا ينبغي نسيان أن الدول الغربية كانت تصر على إغلاق هذا المفاعل، إلا أن المفاوضات بلغت مرحلة فرضت القبول بهذا الإنجاز الكبير.
من جهته، قال مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية الإيراني: "إن موعد التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الايراني ما زال غير محدد، كما لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الحظر لحد الآن"، مشيراً إلى أن بعض الخلافات لا تزال قائمة حول المواضيع التقنية بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد.
وأضاف روانجي: "إن الوفد الإيراني يؤكد على الغاء كافة أنواع الحظر، سواء ما كان منها بقرارات الرئيس الاميركي أو الكونغرس ولن يتخلى عن مطلبه في هذا الصدد".
وذكر أن المفاوضات تجتاز مرحلة حساسة وتم تحقيق تقدم لافت فيها، مشدداً على أن ايران ترفض وضع أي قيود على شؤون الأبحاث والتنمية في الموضوع النووي وهي تريد تحقيق الإكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود النووي وتتابع ذلك بقوة.
بدوره، أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، إلى أن الخطوات التي جرت خلال المحادثات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد، كانت إلى الأمام ويمكن لمسها خاصة في الجولة الأخيرة، مؤكداً أنه لا يملك نظرة سلبية تجاه المحادثات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد. وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قال اليوم الأحد،" إن المفاوضات حول الملف النووي الايراني حققت تقدما "، مشيراً إلى وجود ما سماه "خلافات مهمة" لا تزال عالقة قبل التوصل لأي اتفاق. فيما حذر البيت الأبيض اليوم الأحد،أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أن مشروع القانون، الذي يشترط موافقة الكونغرس على أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران "قد يكون له تأثير سلبي عميق على المفاوضات".
وسيلزم ما يسمى "قانون مراجعة اتفاق إيران النووي" عرض نص أي اتفاق على الكونغرس في غضون خمسة أيام من التوصل لاتفاق نهائي مع إيران، كما سيحظر أيضا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعليق أو إلغاء عقوبات ضد إيران أجازها الكونغرس لمدة ستين يوما بعد التوصل لاتفاق.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد جدد انتقاده لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أمس السبت، بشأن الرسالة التي وجهوها إلى إيران، والتي هددوا فيها بأن أي اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، توقعه إدارتهم برئاسة أوباما سيتم إلغاؤه بعد رحيله قائلاً :"إنهم يشعرونني بالخجل والإحراج."
وقال أوباما في مقابلة مع قناة (فايس) التلفزيونية، "إن تدخل أعضاء مجلس الشيوخ في قضايا دبلوماسية حساسة، وافتقارهم الواضح للاحترام تجاه السلطة الرئاسية ليس الطريقة، التي تدار بها الأمور في الولايات المتحدة". ووقع على الرسالة المفتوحة، التي نشرت في التاسع من الشهر الجاري 47 جمهورياً، في مجلس الشيوخ والمرشحون المحتملون للانتخابات الرئاسية المقبلة، تيد كروز وماركو روبيو وراند بول، واعتبروا فيها أن "اتفاقا يتم مع إيران لن يكتب له النجاح دون موافقتهم".
بدوره، رد السيد علي خامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، على رسالة الجمهوريين، بالقول إنها مؤشر على "انحطاط الأخلاق السياسية في الإدارة الأميركية"، مشيرا إلى أن "الحكومات وفقاً للقوانين الدولية لا تلغي التزاماتها بمجرد تغيير الحكومات". وأعرب خامنئي عن قلقه من المحادثات النووية بسبب الخداع الذي يتبعه الطرف المقابل وعادته في "الطعن من الخلف".
مركز الإعلام الإلكتروني