الإعلام تايم
نشرت صحيفة (الاندبندنت) مقالها الاسبوعي لكاتبها روبرت فيسك تحت عنوان "ماذا لو قتل 35 فلسطينيا و800 اسرائيلي في العملية العسكرية على غزة".
ويقول فيسك في مقالته إن الحصانة التي تتمتع بها "اسرائيل" هي أول كلمة ستقفز إلى ذهنك عند مقارنة عدد القتلى على الجانبين فعدد الفلسطينيين الذين قضوا في الهجوم الاسرائيلي ومعظمهم من المدنيين 800 على الأقل ( هذا قبل ان يترفع العدد الى اكثر من 1030 ) عدا الجرحى مقابل 33 اسرائيليا، كما أن القتلى من سكان غزة ومعظمهم من المدنيين هم حتى الأن أكثر من ضعف من قتلوا في سقوط الطائرة الماليزية على الحدود الروسية الاوكرانية على سبيل المثال.
ويكمل فيسك أنه من الغريب أن نرى الفرق في رد الفعل الدولي حيال قتلى الطائرة والقتلى في غزة، ففي الوقت الذي انتقد العالم العبث بمتعلقات ضحايا الطائرة وتأخير دفنهم وانتحب على الاطفال الذين كانوا على متنها، لم يعبأ كثيرا بالقتلى والجرحى من الأطفال والرضع الفلسطينيين وأولئك الذين يدفنون قتلاهم تحت القصف ولم تبحث المنظمات الدولية حتى توفير ممرات آمنة لنقل المصابين.
ويضيف فيسك أنه إذا عُكس الموقف ومات 800 اسرائيلي لكان الغرب سيسمي ما حدث مذبحة وليس دفاعاً عن النفس، ولكانت المطالبات بتسليم تلك الأسلحة الغاشمة التي تحصد أرواح أبرياء الاسرائيليين تعالت بل ولكانت الولايات المتحدة تدخلت لدعم "اسرائيل" عسكرياً، بيد أن الحقيقة التي لا يعترف بها أحد هي أن العالم لا يهتم بموت الفلسطينيين.
وشدد فيسك على أنه يتعين على العالم وقف الترويج لعبارات مثل أن الجيش الاسرائيلي يمتلك امكانيات قياسية تجعله في مصاف أقوى جيوش العالم وتمكنه من إصابة أهدافه بدقة، لان مثل هذه المزاعم تثبت كذبها مذبحة وراء الأخرى.
وأنهى الكاتب مقاله بأنه كلما ازداد الغضب في المنطقة العربية سيرتفع الثمن الذي يدفعه الغرب، مؤكداً أنه يزعم أنه كما أن هناك ملايين يرغبون في إنهاء تلك الحرب، هناك ملايين أيضا يتمنون إنهاء الحصانة التي تتمتع بها "اسرائيل".
لندن- صحف