الإعلام تايم
دون مقدمات يتم الإعلان عن اقتحام تنظيم "داعش" الإرهابي سجن الثانوية الصناعية في حي غويران في الحسكة الذي يقع تحت سيطرة الاحتلال الاميركي وميليشياته ويشاهد العالم بالنقل الحي والمباشر تصوير مشاهد الفيلم الهوليودي (غويران غيت) لاستعادة السيطرة على السجن والذي يمكن توقع نهايته بانتصار (البطل الأميركي!!!).
ككل الأفلام الأميركية تصاعدت الأحداث مترافقة مع إبراز القوة الأمريكية في استخدام الطيران الحربي والمروحيات وإحداث تدمير في المباني والبنى التحتية ونزوح عشرات الآلاف من السكان كهدف من أهداف العملية ولكن يبقى المشهد الأساس بطولات الاحتلال الأميركية وعملائه في استعادة الموقع من "داعش" والاحتفال على الطريقة الأميركية.
البناء الدرامي للفيلم الهوليودي يستدعي إظهار قوة تنظيم "داعش" الذي نشرت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو قصير عن احتجازه داخل السجن لعدد من عناصر ميليشيا قسد مهددا ومتوعدا ويتفاعل العالم مع هذا السيناريو المشوق دون السؤال كيف وصل "داعش" إلى قلب مدينة الحسكة متجاوزا كل الحواجز والاحتياطات العسكرية الاميركية؟!
إذا كان تنظيم "داعش" بهذه القوة التي تمكنه من السيطرة على سجن محصن واختراق كل الحواجز الأميركية فهذا يعني أن أميركا وميليشياتها فشلوا في دحر "داعش" وكل ادعاءاتهم كذب وافتراء والسؤال هنا هل القضاء على التنظيم أولوية بالنسبة لأميركا؟؟!
في الواقع وبالأدلة الولايات المتحدة توظف "داعش" بالأساليب والتكتيكات التي تخدم الاستراتيجية العدوانية الأميركية في المنطقة وبالتالي لم يكن القضاء على هذا التنظيم هدفا لواشنطن وحلفائها وتتقاطع اهدافهما فيما يخطط للمنطقة بشرط ان تكون النهاية في خدمة المصالح الغربية – الأميركية.
قد يعلن الاحتلال الأميركي وعملائه في أي وقت قادم السيطرة على السجن واستسلام عناصر "داعش" واختتام آخر مشهد للفيلم ولكن ما يخطط له بعد ذلك هو ما سيكشف التعاون العميق بين "داعش" والاحتلال الأميركي الذي يتجاوز بلا شك ميليشيات "قسد" التي لا يتخطى دورها تنفيذ أوامر اسيادها الاميركيين.
إن الاحتياطات التي اتخذها الاحتلال الأميركي وميليشياته حول السجون الأخرى التي يديرونها في المناطق التي يحتلونها هي مجرد مشاهد لتدعيم حبكة الفيلم الجاري انتاج مشاهده الأخيرة في غويران ولكنها في نفس الوقت تخدم الهدف الخفي وهو محاولة واشنطن توظيف احتلالها لأراض سورية في الملفات الإقليمية والدولية.
إن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق مرتبط بشكل أساسي بانتهاء الاحتلال والوجود الأميركي في البلدين والدليل الذي لا يقبل التشكيك فيه هو اختفاء وانتهاء التنظيم في المناطق التي طهرها الجيش السوري من الإرهاب.
بقلم أحمد ضوا