الإعلام تايم- الديار
أولئك الذين يُدعون "جنرالات الغضب" في أميركا لهم اسم آخر في "إسرائيل"" أنبياء الغضب". الفريقان يتقاطعان في نقطة محددة: كل الشرق الأوسط في القبضة الأميركية - "الإسرائيلية"...
تبدو هيلاري كلينتون وكأنها زوجة جورج دبليو بوش لا زوجة بيل كلينتون. أقرب إلى عقل المحافظين الجدد منها إلى عقل "حكماء" الحزب الديمقراطي الحذرين جداً حيال ما يعتبرونه "مستنقع النيران الهرمة".
ثمة جدل هائل داخل الاستبلشمانت في الولايات المتحدة. جنرالات، ومستشارون، وأعضاء بارزون في الكونغرس، ورجال أعمال، ودبيلوماسيون يدعون إلى إبعاد القيصر عن الشرق الأوسط ولو استدعى الأمر إلقاء قنبلة نووية على سورية أو إيران...
معلقون أميركيون يتحدثون عن "عقدة مونيكا" لدى السيدة هيلاري. هي لم تتخلص بعد من عقدة الموظفة في البيت الابيض، ومن البقعة التي وجدت على فستانها. بطبيعة الحال، لا تستطيع المرشحة الديمقراطية أن تطلق النار على رأس زوجها ولا على رأس عشيقته، لكنها لا تريد أن ترى شبح مونيكا لويفنسكي يخرج إليها من جدران المكتب البيضاوي في البيت الأبيض...
أكثر من ذلك يقول المعلقون، العالم سينظر إلى الرئيسة من خلال العشيقة التي لا تزال في ذروة نضارتها فيما هي دخلت في العمر الصعب، ودون أن تمتلك لا الجاذبية السياسية ولا الجاذبية الجسدية. حتماً سيكون هناك من يذكّرها بامرأة تدعى جاكلين كنيدي كانت تضج أنوثة وأناقة، فيما كان زوجها مأخوذاً بكل المفاتن الاستراتيجية لمارلين مونرو...
ربما لا أحد أسرّ في أذن دونالد ترامب، وعشية المناظرة الأولى في جامعة هوفسترا في نيويورك، بأن منافسته على الرئاسة استعانت بطبيب نفساني لمعالجتها من الصدمة التي أحدثتها العلاقة الجنسية بين بيل ومونيكا، ودون أن تتخلص كلياً من أثار تلك الصدمة التي قد تنعكس، بطريقة أو بأخرى، على أدائها كرئيسة للولايات المتحدة...
حتى الآن، ما من كلام صدر عنها خلال حملتها الانتخابية التي انطلقت منذ نحو عام إلا ويرافقه قرع الطبول. حائرة بين أن تكون الملكة فيكتوريا أو الملكة كاترين. حتماً لا تعجبها الأم تيريزا لأن الكرة الأرضية خلقت لتكون للجبابرة لا للبؤساء أو للمعوزين...
وإذا كان رونالد ريغان قد فاخر بأنه هو من فجّر الاتحاد السوفياتي بالضرب بالمطرقة على الستار الحديدي، وبتكريس برنامج " حرب النجوم" الذي يطارد الصواريخ السوفياتية العابرة للقارات بعد 7 أو 8 ثوان من إطلاقها، تبدو هيلاري كلينتون وكأن برنامجها يتمحور حول تفكيك الاتحاد الروسي.
لا مكان للدببة القطبية، أو للدببة المجنحة، في الشرق الأوسط. قد تضع أو هي ستضع اتفاق فيينا على الطاولة مرة أخرى. لن تقبل بأن تكون مدة الاتفاق 10 سنوات، وبعد ذلك تشق إيران طريقها إلى النادي النووي، كما أنها تعتبر أن صناعة الصواريخ الباليستية يرتبط ارتباطاً عضوياً بالمشروع النووي...
لا أحد سألها عما ستفعله بالترسانة النووية في كوريا الشمالية. هي من وصفت كيم جونغ- أون بالمعتوه الذي قنبلته على رمية حجر من لوس انجلوس وسان فرنسيسكو. هيلاري ليست بعيدة عن أجواء المجمّع الصناعي- العسكري وتعتبر، كما يعتبر بارونات المجمّع، أن ما من مجال لإبقاء 58 ألف جندي في جزيرة أوكيناوا، وغيرها من الجزر اليابانية، إلا من خلال الفزاعة النووية في بيونغ بانغ...
رأي كلينتون يتقاطع مع رأي الصقور في البنتاغون الذين يرون أن فلاديمير بوتين يضع كل ثقله في سورية كي يحمي الخاصرة الروسية الرخوة في القوقاز. إذا أفلتت منه سورية لا بد من أن تتزعزع روسيا المقدسة...
استطراداً، إذا تراجع الإيرانيون عن ضفاف المتوسط لا بد أن يتراجعوا عن ضفاف الخليج...
لا الروس يمكن أن يتراجعوا ولا الإيرانيون كذلك. هل تندلع الحرب النووية في الشرق الأوسط؟ ثمة من يرى اللجوء إلى القنابل النووية التكتيكية. و يتردد أن المرشحة الديمقراطية ليست بعيدة قطعاً عن هذا الاتجاه...
إذاً إنه كارل روف الذي يؤكد أن القنبلة الثالثة التي لم تستخدم في شبه الجزيرة الكورية بدعوة ملحة من الجنرال دوغلاس ماك آرثر الى الرئيس هاري ترومان، قد تلقى في الشرق الأوسط بدعوة من البنتاغون إلى البيت الابيض...
حجته الا شيء يحل أزمات المنطقة، ويضع حداً للأيديولوجيات المجنونة وللاستراتيجيات المجنونة سوى تلك الليلة الشبيهة بليلة هيروشيما "الأبوكاليبس الآن" لفرنسيس فورد كوبولا قد يكون "الأبوكاليبس غداً" لهيلاري كلينتون إن تسلقت القمة كأول امرأة في الامبراطورية التي لا تغيب عنها الكواكب..