الإعلام تايم- الوطن العمانية
ليس كل ما يعرف يقال، بل ليس كل ما يتفق عليه يتم نشره، لكن على سبيل الاجتهاد المعلوماتي فإن القيادة السورية اتخذت قرارا بإنهاء الجيوب الإرهابية حول العاصمة دمشق، فإما تذهب إلى المصالحات أو الحسم عسكرياً. ويقال إن هنالك اتجاها لتعويم "النصرة" التي هي "القاعدة" كما يجب التعريف بها، وعلى حساب حضور "داعش"، وأن هنالك اتجاها بعد طرد هذا التنظيم من المدن الرئيسية وأريافها (الرقة ودير الزور) ومن العراق الموصل وغيره، ترك مقاتلوه في الصحاري، تحت شعار معروف "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم".
ثمة اجتهادات معلوماتية عديدة تصاحب الوقائع الدائرة في المنطقة، وكلها إما أن تكون صائبة أو لا تكون، وربما بعضها أيضاً. الأفكار كثيرة أيضا، وكلها تعتمد على الحسم العسكري الذي يقرر المصير الوطني والقومي. فلا سبيل للحديث السياسي إلا بتراكم الإنجازات العسكرية، كما حدث في حلب، وكما فعل الجيش العربي السوري من تحطيم قوة تقدر بألفي مقاتل مسلح من "القاعدة" ومشتقاتها حين حاولوا الاستئثار بمنطقة العباسيين ومن ثم الإمساك بأهم المطلات المباشرة للعاصمة دمشق، في الوقت الذي نعرف أن هنالك قراراً سورياً بتدمير أية قوة تقترب من دمشق أو تسعى للتأثير عليها، وآخر المعلومات من الهجوم الذي شنه هؤلاء المسلحون أنهم استعملوا أسلحة فتاكة لم يسبق أن استعملت من قبل، وكذلك في ريف حماة.
واقع جديد طرأ على ما يبدو في مجريات أمور المنطقة وخصوصاً بما يعني سورية في المستقبل القريب أو البعيد، تقول المعلومات إن إسرائيل أبلغت بقرار سوري عن طريق روسيا بأنه من الآن وصاعداً سترد على أي اعتداء إسرائيلي بصاروخ سكود، وأي هجوم على مجمعات مدنية سيكون الرد عليه بضرب مجمعات مدنية إسرائيلية، وإذا كان الإسرائيلي على ظنون بأن سورية المتعبة من ست سنوات من الحروب المتحركة على مستوى مساحتها الجغرافية، فإن ذلك لا يعني التخلف عن الرد ضد أي اعتداء إسرائيلي جديد مهما كان نوعه.
على المقلب اللبناني، ثمة من كتب عن أزمة جديدة بين لبنان وإسرائيل حول وجود الغاز في مناطق بحرية مشتركة بينهما، ونشرت معلومات عن وجود حشود عسكرية إسرائيلية على الحدود اللبنانية، يحدث كل ذلك بعد أن أخذت إسرائيل ـ كما تقول المعلومات ـ الضوء الأخضر تجاه لبنان وخصوصاً تجاه حزب الله.
العالم بات مدركاً أن أمنه لن يتحقق إلا إذا تم القضاء على كل القوى الإرهابية المتحركة في المنطقة العربية، وأنه لا سبيل للراحة المطلوبة إلا إذا تم دعم القوى التي تقاتل هذا الإرهاب من قبل القوى الكبرى، ولهذا تبدو فرنسا على حد الكلام الأخير لوزير الدفاع الفرنسي أكثر حماساً في هذا الصدد حين تحدث عن أن موعد المعركة ضد "داعش" في مدينة الرقة أصبح وشيكاً، وانطلاقاً من هذا الكلام، تجدر الإشارة إلى أن القوى التي تتجمع حول الرقة باتت عديدة وبعضها اتخذ مواقع استراتيجية كما هي حال القوات الأميركية والفرنسية.
كثيرة هي أمراض المنطقة التي تحتاج لدواء واحد هو استئصال الإرهاب وليس منحه عمراً إضافياً في العيش الآمن في الصحاري كما يفكرون ويخططون.