الاقتصادي سورية – الإعلام:
لطالما اشتكت عميلاتي وزميلاتي ووالدتي من الألاعيب والتحالفات والنميمة التي تدور في أروقة الشركات التي يعملن فيها. فبعض النساء يذهبن إلى حد القول بأنهن بارعات في هذا المجال، في حين أن أخريات يتحاشين وبكل بساطة بعض القضايا الساخنة التي تحصل في الشركات لأنهن يعتقدن أن الإنخراط في هذه التحالفات والمشاركة في التحركات التي تدور في أروقة الشركات هو أمر غير أخلاقي.
لكن هذه الأمور تعتبر مهمّة وهي تشمل كل ما يتعامل معه المدراء طوال اليوم. وهي ليست مجرّد موضوع واسع له بداية وليس له نهاية؛ وإنما هي موضوع في غاية الأساسية بالنسبة للنساء، لأن انسحابهن من المواجهات التي تدور في شركاتهن يجعل من المستحيل عليهن النجاح في أعلى مستويات القيادة.
وبناء على ما سبق، قمنا بتصميم نموذج يتضمّن عدّة اقتراحات للنساء كي يُحسِّنَ من أدائهن ضمن الصراع على السياسات الداخلية في الشركة، وهي اقتراحات أثبتت نجاحها خلال الندوات التدريبية التي جرت مؤخراً. وفيا يلي بعض منها:
التحقي بالركب
إن الوتيرة المتسارعة التي تسير بها الأمور هذه الأيام تجعل بعضنا يرغب بالعمل منفرداً، بحيث ينأى بنفسه عمّا يدور حوله، ويحاول إنجاز عمله المطلوب منه خلال أسبوع العمل. لكن إذا عمد المرء إلى تحاشي الانخراط فيما يدور في الشركة من سياسات وتحالفات، وأراد اتخاذ موقف يريد منه أن "يضمن سلامة رأسه" فحسب، فإن ذلك قد يقوده إلى الشعور بالعزلة، لذلك عندما نقول "التحقي بالركب"، فنحن نقصد عقد تحالفات داخلية والانضمام إلى الشبكات الرسمية وغير الرسمية الموجودة في الشركة. فحتى لو كان أداؤك في عملك رفيع المستوى، فعندما تكونين دائمة الغياب عن المكتب، فإنك ستخسرين فرصاً للاندماج في الثقافة السائدة، والبقاء مطلعة على ما يدور في أروقة بيئة عملك.
فتشي عن فرص أخرى
تخيلي حياتك المهنية بعد تحرّك أو تحرّكين من الآن، وحاولي الاحتفاظ بهذه الصورة في ذهنك. فالعديد من النساء اللواتي نعمل معهن يركزن بصورة كبيرة على أن يكنّ كاملات الأوصاف في أدائهن في هذه اللحظة، ولا يفكّرن بما يكفي حول كيفية إجراء ما يلزم ليصلن بأنفسهن إلى المستوى التالي في حياتهن المنهية. فتطلعك إلى المستقبل يساعدك في البقاء مستنفرة ويسمح لك باغتنام الفرص عندما تسنح.
اجمعي عدداً من الأنصار من حولك
لكي يكون خوض غمار التحالفات المختلفة في الشركة أكثر متعة، نحن ننصح النساء اللواتي نعمل معهن بأن يبنين حياتهن المهنية كما لو أنهن سوف يترشّحن إلى الانتخابات. وهذا يعني العمل بصورة فعّالة على تجميع ائتلاف من المناصرين، يشمل الحلفاء، والمدافعين، والمؤيدين، والرعاة، والمعلّمين. وأنت بحاجة إلى الاعتماد على الأشخاص المستعدين لبذل كل ما بوسعهم من أجلك.
تصرّفي بقوّة
حضور المدراء التنفيذيين هو أمر في غاية الأهمية في عالم السياسة الموجود ضمن أي شركة، والنساء بحاجة إلى إدارة حضورهن في الشؤون السياسية الخاصّة بشركاتهن بطريقة ذات مغزى، وعدم ترك الآخرين يتوصلون إلى الاستنتاجات التي يريدونها حولهن.
انطلقي
ارفعي صوتك عالياً بل وطالبي بمهام توكل إليك، وبالفرص، وبالمكاسب وبالترقيات. وفي خضم هذه العملية، لا تعيقي نفسك. فقولك على سبيل المثال: "أنا لست بارعة في الألاعيب والتحالفات السائدة ضمن الشركة"، هو نوع من إعاقة الذات. وفي اللحظة التي تنطقين فيها بهذه العبارة، فإنك تحدّين من قوّتك، وتضعين نفسك في موقع تضطرين منه إلى التغلّب على العوائق التي وضعتيها بنفسك في دربك.
احصلي على التنويه الذي تستحقينه
لا تخشي من أن يراك الأخرون. فإحدى الطرق المؤكّدة التي تجعل المرء يخسر الترقية هي بقاؤه صامتاً عن إنجازاته بحيث ينال الآخرين الاستحسان بدلاً منه.
من غير الممكن أن ينأى المرء بنفسه عن الألاعيب والتحالفات التي تدور في كواليس أماكن العمل والشركات. فإذا كنت تريدين أن يكون لك صوت، وإذا كنت تردين ترك أثر، وإذا رغبت في أن تكون لديك حياة مهنية، فإن السياسة وألاعيبها وتحالفاتها ضمن مكان العمل، هي ببساطة جزء من الوظيفة.
كاثرين هيث، مقالة من هارفرد بزنس رفيو، ترجمة: موقع الاقتصادي سورية.