تجدد الدول المعتدية على سورية خلق بؤر توتر جديدة مستغلة انشغال روسيا في قضيتها مع أوكرانيا، ونشهد هنا تحركاً أمريكياً جديداً لناحية عودة القوات المحتلة الأمريكية إلى قواعد كانت قد انسحبت منها في شمالي سورية قبل أكثر من عامين.
وتترافق هذه العودة الأمريكية بحسب مقال لحسناء نصر الحسين في صحيفة رأي اليوم مع مجموعة من الأعمال العدائية تجلت بالعدوان الإسرائيلي على ريف حماة في منطقة مصياف الذي سبقه اعتداء شنته مجموعات إرهابية على حافلة نقل الجنود وراح ضحيتهما عدد من الشهداء والجرحى بالإضافة إلى ممارسات "هيئة تحرير الشام" الإرهابية التي تجلت بحفر خنادق تفصل فيها إدلب عن حلب في محاولة لحصر المال المتدفق من المعابر الحدودية بنفسها دون أن تشارك فيها مقاتلي الصف الثاني من قوات أردوغان الإرهابية.
وقالت الكاتبة: ليس بمحض المصادفة أن تتلاقى هذه التحركات الأمريكية الإسرائيلية الإرهابية وبالتوقيت نفسه، إذ تعيد تقوم واشنطن تموضع قواتها في منطقة خراب عشك الواقعة غرب حلب وهذه العودة أتت بتنسيق أمريكي تركي تحاول فيه أمريكا تقديم شيء لأردوغان الذي كان قد رفض وبصلابة انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو لكن هذا الموقف سرعان ما تلاشى وهذا ما يعطينا مؤشراً أن هناك صفقة قد تمت بين واشنطن وأنقرة تعاود فيها أمريكا احتلالها لهذه الجغرافية الاستراتيجية وتكون قواتها هي المنطقة الفاصلة بين المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا "قسد" وبين تركيا.
وتابعت الكاتبة: أما بالنسبة للعدوان الإسرائيلي على مصياف الذي استمر ٤٥ دقيقة ولأول مرة يكون الاستهداف بهذا الشكل لناحية الوقت وعدد الطائرات المقاتلة هذا مؤشر أن الكيان كانت يريد من هذا العدوان جر الدولة السورية إلى حرب معه يجد فيها حلفاء كثر من التنظيمات الإرهابية في منطقة ادلب وشمال وشرق الفرات بالإضافة إلى القواعد الأمريكية غير الشرعية.
وأضافت: إن تطورات الحرب الروسية الأوكرانية تدفع بالأمريكي المأزوم من نتائجها الاقتصادية العالمية إلى العودة لفتح بؤر صراع جديدة على الحدود الروسية إن كان مع فنلندا والسويد أو لناحية إعادة التموضع والعودة لقواعد كان قد غادرها لصالح تركيا، وهنا تأتي أهمية الجغرافية السياسية للدولة السورية التي كانت ومازالت تثير شهية الدول الاستعمارية لتعود حجر أساس في المعركة المصيرية الكبرى بين الغرب والشرق، فالتحرك الأمريكي الإسرائيلي الداعشي في الأيام القليلة يؤكد رغبة واشنطن في تحريك الرمال الساكنة في مناطق خفض التصعيد لإزعاج روسيا.