الاعلام تايم - ترجمة باسل الشيخ محمد
تحت عنوان " تركيا تدفع ثمناً باهظاً جراء تطاول أردوغان في سورية" تناول " موقع دبيكا فايل" التابع للكيان الصهيوني الجريمة الإرهابية التي طالت مدنيين في مقهى "رينا" في اسطنبول وأودى بحياة تسعة وثلاثين ممن كانوا يحتفلون بليلة رأس السنة وإصابة تسعة وستين آخرين بجراح.
كما تناول المقال اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة الاثنين الفائت 19 كانون أول على يد الضابط في القوات الخاصة التركية ميلفت ميرت اتلينتاس البالغ من العمر اثنين وعشرين عاماً, والذي صاح نيابة عن النصرة – الذراع المسلح للقاعدة في سورية- "هذا من أجل سورية" .
وتابع الموقع: قام ذلك المجرم بفصل تاريخي يؤسس لافتتاح في الحرب السورية وللمفاصل الإرهابية فيها والتي بدأت تجتاز الحدود التركية.
ضغط غزو الجيش التركي لشمال سورية آب الماضي على زناد تصعيد حاد لهجمات إرهابية في البلاد من قبل منظمات تتخذ من سورية مقراً لها, بدأت الدولة الإسلامية بتلك الهجمات وسرعان ما لحقت بها في ذلك كل من جبهة النصرة ومجموعة صقور حرية كردستان والتي تقوم بأكثر استفزازات منظمة البي كي كي الانفصالية.
وبين المقال أن تأثير تلك الأعمال اليائسة إنما يضمحل أمام الزلزال المدوي في أرجاء البلاد والذي يهدد بنسف مجتمعه وبتفريق قواته المسلحة والمؤسسات الحاكمة كل على حدة, يعزى ذلك إلى ثلاثة حروب أشعل الرئيس رجب طيب أردوغان فتيلها.
• إذ أن قوات أردوغان تقاتل في ثلاثة حروب معاً في آن, حربان منهما داخل الحدود السورية والعراقية إضافة إلى حملة ضد التسلح الكردي, وفي حين أن التدخل التركي في هذه البلدان الثلاث لم يكن على قدر من الأهمية, غير أن تركيا انجرفت صوب مناطق نزاع أكثر تعقيداً.
• أنهكت المخابرات التركية بفعل مجاراة تلك الحروب الثلاثة, مع ممانعتها في الوقت نفسه للشبكات الإرهابية المزروعة في الداخل التركي من قبل النصرة التابعة للقاعدة والمسلحين الأكراد.
وقد عانت أنقرة وأسطنبول في عام 2016 من عدة هجمات قام بها إرهابيو داعش والبي كي كي أودت بحياة مائة وثمانين شخصاً.
• أدى للنصر السوري-الروسي-الإيراني-وحزب الله في حلب إلى دفع أعداد كبيرة من المتمردين السوريين المهزومين إلى منطقة إدلب المتاخمة للحدود التركية, ما عرض أنقرة لمحنة: فإما ان تترك الحدود مفتوحة كما هو حالها الراهن أو إغلاق تلك الحدود بناء على طلب موسكو, من شأن إغلاق تلك الحدود أن يضغط على المتمردين الآبقين في صندوق سوري روسي تركي, وهوما يشبه المنع الذي فرضته مصر وإسرائيل على قطاع غزة, لن يترك هذا أمام المتمردين السوريين سوى خيارات محدودة ليس من أجل البقاء على قيد الحياة وإنما لنقل الحرب إلى الجنوب التركي.
• وحال الجيش التركي, كما هو حال الاستخبارات التركية, ينوء بعبء ثقيل بسبب الحرب على داعش في سورية وقتال النصرة في الوقت عينه (ممثلة بجبهة فتح الشام) والتي كانت هي من خطط لاغتيال السفير الروسي, ناهيك عن الحرب ضد المجموعات الإسلامية الأصولية السورية والإرهابيين الأكراد.
• لعل الوضع سيمضي نحو التصعيد في حال اختارت الأقلية الكردية هذا التوقيت للانتفاض ضد حكومة أردوغان, يساندهم في ذلك حزب العمال الكردستاني وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي, هنالك ما يناهز عشرة ملايين كردي يقطنون مناطق الجنوب من اصل اثنين وعشرين مليون كردياً في سائر البلاد.
• أنقرة الآن في طور الخروج من حلف النيتو, مولية ظهرها للولايات المتحدة وأوروبا, ومقيمة نوعاً من الانفراج مع روسيا والصين وإيران.
• لم تتدبر إدارة أوباما أمر وقف هذه العملية, ربما تكون أخطاء تلك الإدارة قد سرعت فرار تركيا من المعسكر الغربي, وينبغي على إدارة ترامب أن تقرر ما إذا كانت مستعدة لاجتذاب تركيا إلى خطها أو أن تستفيد من هذه العملية لمصلحة أميركا.