الاعلام تايم_رأي اليوم
تحت عنوان "انتصار تاريخي للعرب والمسلمين وحلفائهم في "اليونسكو" ينهي أي علاقة لليهود في المسجد الأقصى وحائط البراق ويدين الاحتلال والاستيطان ويعزز مقاومة "اهل الرباط" للاقتحامات والحفريات في هذا الزمن العربي الصعب"، كتبت صحيفة رأي اليوم الاردنية مقالا جاء فيه:
"قرار لجنة الخارجية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الذي ينكر حق اليهود، وينفي أي علاقة لهم بالمقدسات في مدينة القدس، وعلى رأسها المسجد الأقصى يأتي انتصارا للتعاون العربي الإسلامي المشترك في المحافل الدولية، وتأكيدا على الهوية العربية الإسلامية للاماكن المقدسة، وزيف كل ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي في هذا المضمار".
وأضافت الصحيفة أن "ما أجمل هذا القرار الذي يثلج الصدر، ويعيد الكثير من الامل بتصويب بوصلة الكرامة العربية الإسلامية نحو القضية المركزية الأولى، والتصدي للعدوان الإسرائيلي ثقافيا على الأقل، في وقت تحقق فيه دولة الاحتلال اختراقات سياسية ودبلوماسية عديدة في آسيا وافريقيا، بل وفي الوطن العربي نفسه".
وتابعت.. لقد حاولت دولة الاحتلال، وطوال الستين عاما الماضية من خلال حفرياتها في القدس المحتلة العثور على أي دليل واحد يؤكد ادعاءاتها في المدينة، وباقي الأراضي الفلسطينية، ولكنها فشلت فشلا ذريعا.
واعتبرت رأي اليوم ، أن القرار، الذي يأتي في ظرف شرق اوسطي صعب للغاية تعيش فيه المنطقة حروبا دموية بفعل تدخلات خارجية عسكرية، ترمي الى تفتيت الدول القطرية، وتمزيق وحدتيها الجغرافية والديمقراطية، واستنزاف ثراوتها، وإضعاف قدراتها العسكرية لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة أنه جميل أن نرى الدول العربية تقف وقفة رجل واحد خلف هذا القرار، وفي مواجهة التحالف الأمريكي الإسرائيلي الذي عارضه بقوة، وتنتصر عليه بدعم من الدول الإسلامية الشقيقة والعالمثالثية الصديقة، الامر الذي يذكرنا بالزمن الجميل قبل اتفاقات العار في أوسلو وكامب ديفيد، عندما كانت إسرائيل دولة منبوذة بسبب احتلالها وجرائمها في حق الشعب الفلسطيني.
كما أكدت أنه قرار تاريخي اكد على الحق ورفض التزوير الإسرائيلي بأشكاله كافة، وشكل ادانة لكل اعمال الحفر والاقتحامات للمسجد الأقصى والاستيطان الإسرائيلي في كل مكان من الأراضي المحتلة.
وقالت رأي اليوم إن "حائط المبكى كان وسيظل حائط البراق الإسلامي، وكل الادعاءات الإسرائيلية بطابعه اليهودي باتت لاغية، ومن قبل “فتوى” رسمية تصدر عن المنظمة الأممية الأهم والأكثر اهتماما وحماية للتراث والهوية الثقافية للمعالم التاريخية في العالم بأسره". مضيفة أنه قانونيا ينزع هذا القرار المدعم بالوثائق والحجج الشرعية، أي ولاية إسرائيلية على هذه المعالم الدينية والثقافية في القدس المحتلة، ويطالب بعودتها الى الوضع الذي كانت عليه قبل عام 2000، حيث كانت دائرة الأوقاف الأردنية الإسلامية هي السلطة الوحيدة المشرفة على المسجد الأقصى.
وشكرت الصحيفة منظمة اليونسكو التي تمثل الضمير العالمي في حماية التراث الثقافي الانساني بما تحمله من رسالة انسانية وثقافية وسياسية.. "شكرا لها أيضا لانها لم تركع امام الضغوط الامريكية والإسرائيلية وصمدت صمود الجبال في وجه التهديدات واعمال الابتزاز".
ولا ننسى أيضا أن نحيي المندوبين العرب والمسلمين والافارقة والاسيويين والامريكيين الجنوبيين الذين حملوا هذه الأمانة بشرف وصدق، وأعادوا الحق الى أصحابه بتحقيق هذا الانتصار الإنساني والثقافي والديني التاريخي.
فلتقاطع دولة الاحتلال الإسرائيلي منظمة "اليونسكو"، فوجودها في هذه المنظمة، وهي دولة ترتكب جرائم حرب في فلسطين المحتلة غير شرعي بالاساس، ولا يجب أن تكون موجودة أصلا حتى توقف كل جرائمها، وترضخ لقرارات الشرعية الدولية في السلام وانهاء الاحتلال وتنفيذها بالكامل.
وختمت الصحيفة مقالها متمنية على الحكومات العربية التي تصرف المليارات في الحروب التي تحرق المنطقة، ان تعوض أي ضرر مادي يمكن ان يلحق بهذه المنظمة، نتيجة الإجراءات الامريكية والإسرائيلية بوقف اشتراكاتها المالية في ميزانية المنظمة السنوية.. مرة أخرى نقول شكرا للجنود المجهولين في منظمة “اليونسكو”، الذين عملوا بصمت مستندين الى قوة الحق لتحقيق هذا الانتصار التاريخي الكبير، الذي نأمل ان يكون درسا، وبداية تحول، ومقدمة لانتصارات أخرى لأصحاب الحقوق المشروعة في الأرض والمقدسات.