الإعلام تايم - صحافة
رأت صحيفة "الوطن" العُمانية أن إعلان الجيش العربي السوري انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتبارًا من يوم 12/9/2016 بموجب الاتفاق الروسي ـ الأميركي، هو النتيجة الطبيعية والمنطقية لاتفاق لم يلتزم به ويحترم ما جاء فيه من بنود سوى طرف واحد وهو موسكو ودمشق والجيش العربي السوري، في حين لم يحظَ بالاحترام ذاته من قبل الولايات المتحدة والتنظيمات الإرهابية التي ترعاها وتدعمها وعملت على خرقه وانتهاكه بصورة صارخة وفاضحة.
و بيّنت الصحيفة أن عدم احترام الولايات المتحدة للاتفاق هو لأخذ استراحة كافية لإعادة تموضع التنظيمات الإرهابية وتنظيم صفوفها، وتزويدها بالعتاد العسكري اللازم ولمحاولة تزويدها بالمؤن الغذائية والدوائية وفك الحصار عنها، ورفع معنوياتها المنكسرة ولعرقلة الجيش العربي السوري عن التقدم في جبهات القتال ومنعه من تطهير المناطق السورية الحيوية من رجس إرهاب هذه العصابات الإرهابية وأن التصعيد المفتعل حول موضوع المساعدات الإنسانية في مدينة حلب، والعزف على وتر المدنيين والخشية على حياتهم جراء الحصار ما هو إلا حيلة مكشوفة ومفضوحة، بدليل الشروط غير المنطقية وغير العقلانية التي أصرت واشنطن على فرضها لتمرير هذه المساعدات الإنسانية ووصولها إلى المناطق المحاصرة، والتي تنص على قيام الجيش العربي السوري بإخلاء طريق الكاستيلو والانسحاب منه، وعدم قيام موسكو أو دمشق بتفتيش الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية أي محاولة واشنطن سلب سورية حقها في حماية الشعب السوري وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليه.
وأشارت "الوطن" أن رد الفعل الروسي على الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار وللسيادة السورية، سواء بالأصالة من قبل الولايات المتحدة أو بالوكالة من قبل أدواتها الإرهابية، هو رد فعل منطقي على هذه الانتهاكات بأن التزام القوات السورية به من طرف واحد لا معنى له فالعدوان الأميركي السافر ـ على سبيل المثال ـ على مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بدير الزور وتزامنه مع هجوم إرهابي لتنظيم "داعش" يؤكد علاقة الأمومة والأبوة بين الولايات المتحدة والتنظيمات الإرهابية، وبالتالي من غير العقلاني تصديق أن تلتزم واشنطن بمحاربة ما أنتجته وصنعته لخدمتها وخدمة أهدافها التي يأتي تدمير سورية وتمزيقها واحدًا من بين هذه الأهداف.
وخلصت الصحيفة أن هذه الشروط التعجيزية الوقحة لاتفاق وقف إطلاق النار لا تعبِّر إلا عن محاولة مفضوحة لتزويد العصابات الإرهابية المحاصرة في شرق حلب وغيرها بالعتاد العسكري وتحضيرها لجولة إرهابية جديدة أما القبول المتكرر لاتفاقات وقف إطلاق النار من قبل سورية وحلفائها إنما دافعه شقان إنساني وذلك بتجنيب الشعب السوري ويلات الإرهاب العابر للحدود الذي تديره وتدعمه قوى الشر المعادية لسورية وشق سياسي بحيث يمكن البناء على اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال إلى المسار السياسي ببلورة حل سياسي تتمخض عنه حكومة وحدة وطنية بقيادة الرئيس بشار الأسد ويحافظ في الوقت ذاته على وحدة سورية ونسيجها الاجتماعي.