الإعلام تايم - صحافة
أوردت صحبفة الوطن العُمانية مقالاً سلطت الضوء فيه على التصريحات المتعددة بشأن اقتراب حدوث انفراجة في جدار الأزمة السورية ، سواء كانت هذه التصريحات صادرة عن حلفاء لسورية لا يزالون يبذلون كل جهد ممكن ومخلص لإنقاذها أو صادرة عن أعداء ساهموا في الإرهاب ومستمرين في هذه الوظيفة والدور.
ونقلت الصحيفة مقابلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وكالة بلومبيرج قال فيها" إنه لا يستبعد أن تعلن موسكو وواشنطن قريبًا عن التوصل إلى اتفاق بشأن تسوية الأزمة في سورية، واصفًا المحادثات بأنها صعبة جدًّا ولا ريب أن منشأ الصعوبة هنا يتوقف على عوامل عدة من بينها موقف الولايات المتحدة ذاتها من ملف الأزمة السورية ومجملها،وثانيها تحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة بينها وبين حليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، وثالثها خططها الساعية إلى تغيير بنية الدولة السورية بما فيها الجيش العربي السوري وعقيدته، وفك ارتباط سورية بمحور المقاومة وتخليها عن دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ولفتت الصحيفة أن الصعوبة التي أكد عليها الرئيس بوتين تكمن في المماطلة والمناورة والمراوغة الأميركية وذلك بعدم رغبة الولايات المتحدة في التخلي عن التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها ما يسمى "جبهة النصرة"، وإثبات مصداقية بدعتها المتمثلة في "المعارضة المعتدلة" وفصلها عن "المعارضة المتطرفة"؛ أي فصل الإرهاب المعتدل عن الإرهاب المتطرف وفق هذه البدعة الأميركية.
أما على الجانب الآخر من التصريحات الصادرة حول الأزمة السورية فقد قال بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي "إن أنقرة مثلما طبعت العلاقات مع روسيا و"إسرائيل" مستعدة لتطبيعها في المستقبل مع سورية ومصر" ومثل هذه التصريحات عند أخذها بصورتها الظاهرية تشي أن تركيا ـ أردوغان مقبلة على انعطافة سياسية قوامها إصلاح ما أفسدته من علاقات، والمباشرة بملء رصيدها الذي أصبح صفراً وإفراغ خزينتها من ملايين مشاكل وأزمات وعداوات.
وختمت الصحيفة أن هذه التصريحات التركية عند مقارنتها مع الواقع وعلى الأرض السورية سنجد أنها بحاجة إلى قرائن وأدلة عملية، فالعدوان التركي على سورية واجتياح أرتال الدبابات والمدرعات التركية التي تحمل على ظهورها تنظيمات إرهابية لتحلها محل تنظيم "داعش" في مدينة جرابلس وغيرها من المدن ولتحلها محل المكون الكردي، إلى جانب الأهداف التي تختفي وراء هذا العدوان وأسبابه، ينفي نفيًا قاطعًا إرادة التطبيع مع سورية وحقيقته.