الإعلام تايم - صحافة
رأت صحيفة الوطن العُمانية، أنه بغض النظر عن واقعية ومصداقية تعقيب البيت الأبيض على الوثيقة الموقعة من قبل 51 دبلوماسيًّا منشقًّا بوزارة الخارجية الأميركية والتي تدعو إلى توجيه ضربات عسكرية على دمشق، إلا أن الوثيقة في حد ذاتها والتعقيب عليها بقدر ما يعبِّران عن عداء متأصل وحقد متجذر ضد كل ما هو عربي، دولة كان أم شخصية قيادية بارزة، تعتز بعروبتها وتدافع عن شرفها وشرف الأمة العربية وسيادتها، وترفض الخنوع أمام أعداء الأمة، بقدر ما يعكسان عجزًا أميركيًّا في الميدان السوري.
وأوضحت الصحيفة أن، ترحيب البيت الأبيض بالوثيقة ومضمونها وأن الرئيس أوباما سيأخذ المقترح المقدم بعين الاعتبار، يشي بأن أوباما وكيري على دراية تامة بالوثيقة، ولذلك تسريب الوثيقة في هذا التوقيت الذي يشهد فيه الميدان تدحرجًا مستمرًّا لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه، وهزائم وانتكاسات للتنظيمات الإرهابية التي تصنفها واشنطن بـ"المعتدلة" وتراهن عليها في تغيير موازين الميدان ليعطيها أوراق قوة ولو واحدة تسمح لها بممارسة ابتزاز موسكو ودمشق، إلا أن هذا لم يحصل بعد، ولهذا كان لا بد من إبداء شيء من التصعيد الكلامي بالتلويح بالعمل العسكري، في محاولة لإعادة سيناريو الأسلحة الكيماوية بهدف ابتزاز سورية وحلفائها، حين قام معسكر التآمر والإرهاب الذي تقوده أميركا ضد سورية بتزويد التنظيمات الإرهابية بالمعدات والمواد السامة لاستخدامها ضد المدنيين والجيش العربي السوري في الغوطة وخان العسل وحي جوبر، وتحديدًا في غوطة دمشق، وهو ما اعتبره آنذاك أوباما انتهاكًا للخطوط الحمراء ووجوب معاقبة دمشق عسكريًّا والبدء بحشد الأساطيل في المتوسط ، لتنتهي المواجهة بمبادرة تسليم الترسانة الكيماوية السورية مقابل التخلي عن العمل العسكري.
وختمت الصحيفة، اليوم يحاول الأميركي استنساخ السيناريو ذاته لمحاولة ابتزاز موسكو ودمشق، وأي ابتزاز يريده الأميركي هنا؟ إنه تعويم إرهاب "جبهة النصرة"، بحجة أن هذا الإرهاب هو إرهاب معتدل وتدعمه واشنطن وحلفاؤها.