قالت صحيفة (دي بريسه) النمساوية: إن "رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أشبه بسلطان يعاني جنون العظمة والديكتاتورية المطلقة وخاصة بعد موجة فضائح الفساد التي تم الكشف عنها مؤخرا".
ورأت الصحيفة في عددها الصادر أمس السبت 11 كانون الثاني أن ما قام به أردوغان وحققه في تركيا قد أفشله الواقع المستور بتواتر فضائح الفساد في عدد كبير من أجهزة الدولة التركية وطريقة التعامل غير المسؤول من قبل أردوغان منذ أحداث الصيف المنصرم ومواجهة حكومته للاحتجاجات التي عمت البلاد بأساليب قمعية وقاسية ضد المدنيين الاتراك، لافتةً الى أن أردوغان يدمر كل ما حوله بعد شعوره أنه على مشارف السقوط السياسي وخاصة بعد تزايد نسبة معارضيه وانسحاب عدد من أعضاء حزبه في الدولة والبرلمان وما صاحبه من خسارة المستثمرين وابتعادهم تدريجياً عن السوق التركية وهبوط مستوى الليرة وفقدان رجال الأعمال الثقة بمستقبل مشاريعهم الامر الذي أثار في الأفق خطط أردوغان الاستعداد لترشحه لمنصب الرئاسة التركية في الصيف المقبل.
وأشارت الصحيفة النمساوية إلى أن أردوغان سعى منذ البداية للحد من دور الجيش التركي والجهاز الأمني وضاعف مراقبته لوسائل الإعلام واستخدم مزيدا من وسائل القمع ضد معارضيه سراً بمن فيهم رجال القضاء والشرطة والأمن والأركان والإعلام والسياسة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة التركية في الداخل والخارج وبعض رجال الدين قرروا الوقوف في وجه السلطان أردوغان للجم شراسته وقمعه للمتظاهرين والاعلاميين أمام الرأي العام التركي حيث تعرض من قبل المقربين بمن فيها بعض الدول الإقليمية والغربية الى انتقادات وتحذيرات توءثر على سمعة ومكانة تركيا وطموحاتها في التوصل الى الشراكة مع أوروبا.
ورأت الصحيفة أن هذه الامور دفعت بأردوغان إلى "طرد مئات العاملين من معارضيه في قطاع القضاء والشرطة والجيش والأمن لمنعهم من الاستمرار بتحقيقات الفساد وإخفاء الفضائح وخاصة أن نجله متهم في عمليات وفضائح فساد كبيرة قد تودي الى الاطاحة بأردوغان لو تم الكشف عنها."
ويتوافق تعليق الصحيفة النمساوية مع تعليقات غربية أخرى ومنها موقع (فورن بوليسي) الأمريكي الذي وصف أردوغان بأنه يعاني جنون العظمة وحكومته على وشك الانهيار لأنه بات ضعيفاً أمام الاحتجاجات التي تجتاح الشارع التركي ازاء الممارسات الاستبدادية التي ينتهجها.
يذكر أن فضيحة الفساد المالية والسياسية التى تهز حكومة أردوغان دفعت بعض الوزراء والنواب الاتراك إلى الاستقالة كما طالت الاتهامات نجل أردوغان نفسه وسط حملة تصفية يقودها رئيس هذه الحكومة ضد منافسيه حيث يتوقع الكثيرون أن تؤدي التصفيات إلى تسعير الخلافات بين الحكومة ومنافسيها.