صحافة - الإعلام تايم
رصد موقع رأي اليوم في افتتاحيته حالة القلق التي تسود أوساط الرأي العام السعودي جراء حروب بلاده في المنطقة، حيث بدأ بالتقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" ، وأثار موجة من ردود الفعل داخل السعودية وخارجها لجرأته، والذي نقل عن مسؤول سعودي قوله "هناك قلق جدي على المستويات كلها في المجتمع السعودي، وبينهم أعضاء في الأسرة الحاكمة، حول المشاركة في هذه الحروب في وقت تواجه البلاد صعوبات اقتصادية نتيجة تراجع أسعار النفط وعوائده".
وبيّن "رأي اليوم" أن الاعلام الرسمي الخليجي الذي يهيمن على المنطقة بامبراطورياته العملاقة، لا يعكس مثل هذا القلق، ولكن بعض الكتاب السعوديين يلمحون إليه بعدة طرق:
الأولى: الامتناع عن الكتابة بشكل عام اعتزالاً، وتجنباً للخوض في هذه المواضيع الحساسة والصدام مع السلطات، فسيف الاعتقال سلط على رقابهم، والسجن عشر سنوات هو الحد الأدنى لمن يخرج عن السرب.
الثانية: الكتابة في مواضيع عامة ليس لها علاقة بالتطورات السياسية والعسكرية الحالية، مثل تناول القضايا العالمية كالانتخابات الأمريكية إيثاراً للسلامة.
الثالثة: تناول الحروب السعودية في سورية واليمن، ولكن دون اتخاذ مواقف مؤيدة أو معارضة علناً، وترك الأمر للقاريء لفهم ما بين السطور.
الكاتب السعودي جمال الخاشقجي ، والمقرب من السلطات السعودية، اعترف بأن هناك حالة من القلق فعلاً في الأوساط السعودية، فما دام هناك اقتناع بحتمية المواجهة (مع ايران)، فالوقت حان لكي تنتقل هذه القناعة إلى كل مستويات المجتمع السعودي.
جدل سعودي حول حروبها وسياساتها، يعكس حراكاً يريد ايصال رسائل عدة، للرأي العام خاصة مع اكمال الحرب في اليمن عامها الأول،التي استنزفت المملكة مالياً وعسكرياً، ولا يلوح في الأفق أي مؤشر على انتصارها، أما التدخل السعودي السياسي والعسكري غير المباشر بدعم "المعارضة المسلحة" ، أو المباشر،بإرسال طائرات مقاتلة إلى قاعدة انجيرليك التركية، وقوات خاصة إلى الأردن استعداداً لدخول الأراضي السورية، ولم يعط أي ثمار ملموسة حتى اللحظة، وربما يعطي نتائج عكسية مع تقدم الجيش العربي السوري.
و ختم "رأي اليوم" بأن تبني نظرية "غياب الخطاب التعبوي" الذي يمكن أن يبدد القلق الشعبي السعودي، فاشلة، فالخطاب العتبوي الناجح والمؤثر له مواصفات يجب أن تكتمل حتى يحقق الاقناع أولاً، والتعبئة والتحشيد ثانياً.