نشرت صحيفة البناء اللبنانية مقالاً أكدت فيه أن الإرهاب المنظم في المنطقة العربية والإسلامية أداة وظيفية في خدمة الأجندات الأميركية، فلا يبدو الأمر محض صدفة أن تظهر التنظيمات الإرهابية فقط في الأماكن الحيوية لمصالح الولايات المتحدة، مشكّلة ذريعة للتدخل.
ولفتت الصحيفة إلى أن تنظيمات "القاعدة" ومخرجاتها التكفيرية لم تضع "إسرائيل" يوماً على قائمة أجنداتها طالما كان الأميركي هو صاحب المصلحة في بقاء تلك التنظيمات، ولكن الحدث الجديد الذي أربك تلك الاستراتيجية هو الدخول الروسي في المعركة ضدّ الإرهاب في سورية، هذا الدخول أربك الولايات المتحدة حيث فقدت بذلك الذريعة العسكرية للتدخل أينما أرادت، وكأنّ العملية العسكرية الروسية هي ضربة استباقية لسيناريوات كانت تبدو قريبة في جمهوريات وسط آسيا.
وبينّت الصحيفة أن الاستثمار الأميركي للإرهاب دخل مرحلة الأفول، حيث تشكل الضربات الأميركية لتنظيم "خراسان" الإرهابي حالة نوعية في استراتيجية مكافحة الإرهاب الأميركية، وللعلم فإنّ قادة التنظيم يشكلون العقل المدبّر لـ"داعش" والمصدر المموّل لـ"القاعدة"، وبما يوحي بأنّ الولايات المتحدة تريد التخلص من عبء الفضيحة التاريخية إنْ وقع أحد أفرادها في أيدي الجيش العربي السوري أو ربما روسيا.
وأضافت الصحيفة "في خضمّ الانهيار الدراماتيكي يعلن تنظيم "داعش" عبر فيديو قصير توعّده بحرب في القدس وما حولها، لتقوم حكومة العدو الصهيوني على الفور بإدراج تنظيمات "داعش" و"النصرة" و"كتائب عبدالله عزام" على لوائح الإرهاب.
وخلصت الصحيفة إلى القول ""إسرائيل" وعلى خطى حليفها الأميركي تحاول استثمار الإرهاب الوظيفي لفرض أجندتها التهويدية في الأراضي المحتلة، وهنا يُطرح التساؤل الإشكالي التالي: هل يشكل التهديد "الداعشي" الهوليودي لـ" إسرائيل" مستقبلاً مدخلاً للتطبيع بين رعاة "داعش" العرب والعقل المدبّر "إسرائيل"، بداعي المواجهة المشتركة ؟! إنه حلم النعاج العربية.
الإعلام تايم