يسود تقدير بأن مصير العملية العسكرية المزعومة في الشمال السوري سيقرر في القمة الثلاثية المنتظرة بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا في طهران، ورأى أيهم مرعي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن "قسد" ترسم معالم تحالفات ميدانية جديدة بعيداً عن الأمريكيين توازياً مع رفضها مبادرة عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي أغراهام، بخصوص المناطق المهدَّدة بالهجوم التركي.
مرعي قال إن غراهام اقترح انسحاباً كاملاً لـ"قسد" من مدن الشريط الحدودي، وتأسيس منطقة عازلة بعمق 5 كم، مع منح امتيازات اقتصادية لتركيا في تلك المنطقة، وجرت زيارات أميركية عسكرية لمناطق تستولي عليها "قسد" في عين العرب ومنبج، حيث طُرحت فكرة عودة جزء من القواعد الأميركية إلى هذه المناطق، مع بثّ شائعات عن عودة القاعدة الأميركية إلى مدينة الرقة، وهو ما نفته مصادر أهلية وعسكرية متقاطعة من داخل المدينة للصحيفة.
الكاتب أضاف:"فهم ذلك التحرك الأميركي على أنه محاولة لإعاقة أي تقارب بين دمشق و"قسد"، ولا سيما بعد الاتفاق على نشر قوات إضافية من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة على خطوط التماس مع الاحتلال التركي."، ومع تسارع الأحداث، سربت مواقع أنباءً عن تلقي "قسد" توصية مباشرة من الأميركيين بضرورة الابتعاد عن التنسيق العسكري مع الجيش السوري والقوات الرديفة، مع التهديد باتّخاذ إجراءات ضدّها.
وتابع الكاتب:"وفي هذا الوقت دفع الجيش العربي السوري بتعزيزات عسكرية إضافية إلى الشريط الحدودي، بعد عدة أيام من نشر كتيبتَي مدرّعات على امتداد المنطقة الممتدّة بين عين العرب في ريف حلب، وصولاً إلى عين عيسى وأطراف تل أبيض في ريف الرقة الشمالي."
ونقل مرعي عن مصادر ميدانية مطلعة أن الانتشار الجديد للجيش السوري هو من ضمن مهامه الوطنية في الدفاع عن السيادة السورية، ويأتي استكمالاً لاتفاق تم توقيعه برعاية روسية في عام 2019، ودعت المصادر "قسد" إلى الإعلان عن فك ارتباطها رسمياً بالأميركيين، والمضي بالتعاون مع الجيش السوري والروس، وتسليم مدن الشريط الحدودي، بما ينزع الذرائع التركية لشن عدوان جديد.