يتوافق مقترح إحياء خط كركوك – بانياس مع جملة من الاتفاقيات الموقعة بين سورية والعراق، وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة الأخبار وأوردها محمود عبد اللطيف في مقال نشرته الصحيفة فإن عملية الإحياء ممكنة جداً ما لم تكن هناك ضغوط على العراق، من أجل منع مثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تزيد واردات العراق الشهرية من مبيعات النفط، وطبقاً للمصادر نفسها، فإن الخط الذي يمر في الداخل السوري وسط البادية، من خلال ثلاث محطات هي T2 وT3 وT4، والذي لحقت به أضرار كبيرة نتيجة الحرب، من الممكن صيانته خلال فترة لا تتجاوز 45 يوماً إذا ما تمّ الاتفاق على إعادة تشغيله، وبقدرة تصل إلى 300 ألف برميل يومياً.
وقال الكاتب: يسود اعتقاد بأن المشروع الجديد قد يحظى بدعم إيراني - إماراتي، خصوصاً أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد كان قد عقد سلسلة لقاءات شكّلت مسألة تطبيع العلاقات مع سورية محوراً لها، وعلى رأسها اللقاء الرباعي الذي جمعه مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، والملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. ومن جهتها، تسعى موسكو لتشغيل هذا الخط عبر شركات روسية، حتى تكسب نفوذاً إضافياً في ملفّ الطاقة وتدفّق النفط من الشرق الأوسط باتجاه الأسواق الأوروبية، علماً أن شركة روزنفت الروسية تمتلك 60% من أنبوب تصدير نفط إقليم كردستان العراقي نحو ميناء جيهان التركي، وفي حال استُبدل بخطّ كركوك - جيهان، خط كركوك - بانياس، تكون روسيا قد استحوذت على نسبة كبيرة من صادرات العراق، الذي يُعد ثاني أكبر مصدر للنفط إلى القارة العجوز، وهذا ما يتفق أيضاً مع رغبة بغداد في الوصول إلى معدّل تصدير يبلغ 3.4 ملايين برميل يومياً.
وتابع الكاتب: بحسب مصادر الأخبار، فإن ما سيعرقل إعادة تشغيل الخط قد يَنتج من تلويح واشنطن بعصا العقوبات المفروضة على دمشق، لمنع بغداد من الانخراط في هذا المشروع، الذي يحظى بترحيب في أوساط القوى السياسية المعارضة لمشروع أنبوب البصرة - العقبة، لما قد يفتحه من أبواب على التطبيع مع إسرائيل.
وأضاف الكاتب: أنشأت شركة بريطانية كانت تستثمر في حقول النفط العراقي في عام 1952 خط كركوك - بانياس الذي يبلغ طوله 800 كلم (أقل بنحو 170 كلم عن طول خط كركوك - جيهان)، وتعرض للتوقف أول مرة في عام 1980، وظل متوقفاً حتى عام 2000، وشكّلت إعادة تشغيله آنذاك سبباً لحراك أميركي لدفع سورية إلى وقف تعاونها النفطي مع جارتها الشرقية بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، لكن العمل بالخط لم يتوقف حتى تعرضه لأضرار نتيجة غارات أميركية في عام 2003، حيث أعيد تشغيله بعد عامين تقريباً، ليعود ويتعطل مجدداً منذ حوالي 10 سنوات بسبب الحرب في سورية.. وتربط مصادر الأخبار بين مشروع أنبوب النفط، الذي من شأنه أن يعود على دمشق بعائدات مالية ليست قليلة، ومشروع الربط السككي بين سورية والعراق؛ إذ إن الجزء السوري سيصل مناجم الفوسفات الواقعة جنوب شرق تدمر بمعبر البوكمال - القائم بخط سكك يوازي خط الأنبوب.