الاعلام تايم _ ترجمة رشا غانم
أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنّ كل من رئيس الوزراء العراقي وقوات الامن العراقية يجدر بهم الاحتفال بعد إعادة السيّطرة على مدينة الموصل التي احتلّها تنظيم داعش لمدة ثلاث سنوات في سعيه الدامي الى الخلافة، منوّهةً أنّه ينبغي أن يكون الاحتفال موجزاً، فلا يزال هناك الكثير من العمل العاجل الذي يتعين القيام به -سواء من قبل العراقيين، الولايات المتحدة ، الجيران الإقليميون وغيرهم - من أجل تحقيق الاستقرار في كل من العراق وسورية، والعمل في الوقت نفسه على مواجهة أيديولوجية "داعش"، كما يفرض تقرير جديد يتعلّق بارتفاع معدل الإصابات بين المدنيين على كل من الرئيس ترامب والبنتاغون أن يعيدا التفكير في كيفية خوض الحرب.
حذرّت الصحيفة من أنّ هناك جيوب من المقاومة والتهديدات المتبقية من الخلايا النائمة لتنظيم داعش والانتحاريين بالإضافة إلى المنازل المزوّدة بالمتفجرات في مدينة الموصل، مشيرةً إلى أنّه يجب إخفاء أي رضى عن النجاح العسكري في مدينة الموصل بسبب ارتفاع عدد القتلى، حيث قُتل أكثر من 1000جندي عراقي ، كما أنّ المئات إن لم يكن الآلاف من المدنيين قتلوا خلال تسعة أشهر من القتال بعدما استخدمهم "داعش" كدروع بشرية، بينما كان بإمكان قوات التّحالف بقيادة الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لحماية المدنيين، وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة العفو الدولية.
" التحدي طويل المدى سيعالج العوامل المعقدة التي أوجدت الظروف والتّي كان من شأنها أن تؤدي إلى ازدهار التنظيم، بما في ذلك التنافس بين المسلمين، الفساد وفشل الحكومات في تلبية الاحتياجات الاقتصادية والأمنية لمواطنيها"، أضافت الصّحيفة.
سكان الموصل أصيبوا بصدمة نفسية بسبب العنف النفسي والجنسي والجسدي خلال ثلاث سنوات من سيطرة التّنظيم، كما تمّ تدمير المدينة ، بما في ذلك مسجد النوري الشهير والكثير من باقي تراثها الديني والثقافي، وفقاً للصّحيفة..
تقول الصّحيفة إنّ السؤال البديهي هو، ما الذي سيأتي بعد ذلك؟ قد فشلت إدارة ترامب حتّى الآن في وضع استراتيجية شاملة للتعامل مع إعادة إعمار ما بعد الحرب في مدينة الموصل وغيرها من التحديات. يقال إنّ البيت الأبيض يناقش ما إذا كان سينخرط في عملية إعادة التعافي إلى العراق بينما اقتراح ترامب بتخفيض ميزانية مساعدات وزارة الخارجية إلى حد كبير سيحد من إمكانيات أمريكا، منوّهة بأنّ العراقيين هم من يتحملون المسؤولية الرئيسية في تحقيق الاستقرار في بلادهم، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك دون مساعدة.
في نفس السياق، نوّهت الصّحيفة أنّ غزو الأمريكيين للعراق والإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، هو الذي خلق البيئة الخصبة لازدهار داعش.
واقترحت الصّحيفة أنّه يجب إدارة التوترات بين الأكراد والعراقيين شمالي العراق، بالإضافة إلى التطلعات الكردية للاستقلال في كردستان العراق، ومنع إيران من توسيع نفوذها في العراق وسورية، منوّهة إلى أنه إذا لم يتم التصدي لها، فستستمر هذه الأوضاع في إخماد السياسة العراقية مما يؤدي إلى صراعات جديدة يمكن أن يستغلها تنظيم داعش.
تختم الصحيفة بأنّ هناك معضلة أخرى ألا وهي ما يجب القيام به حيال مقاتلي داعش الذيّن يعودون الآن لينصهروا مرة أخرى في المجتمعات المحلية لكي يعيدوا تجمعهم من جديد، وليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في أجزاء بعيدة من الكرة الأرضية. كما يجب أيضا بذل جهود على المستوى المحلي لإقناع الشباب بعدم الانضمام إلى الجماعات المسلحة التي تتلاعب بالإسلام لأغراض عنيفة.