الإعلام تايم - صحافة
نشرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية تحقيقًا عن معاناة الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" وتعرضهم لظروف نفسية قاسية.
وبيّن التحقيق أن التنظيم يستخدم الضرب والأسلحة لتحويل الأطفال إلى مقاتلين ثم يعدهم لشن هجمات انتحارية ضد ما يسمهم الكفار والمرتدين وتصل الفظائع مداها فيريهم عمليات قطع رؤوس حقيقية حتى يتعلموا القيام بها ، مشيراً أن عدد الأطفال المقاتلين ليس معروفًا بالضبط، لكنه يقترب من الـ1500 بعضهم وُلد هناك، وبعضهم قدِم مع والديه من الخارج للانضمام إلى التنظيم، وآخرون إما يتامى انضموا طواعية أو مختطفون.
وسرد التقرير حكاية طفلين أيزيديين هما أحمد وأمير 16 و15 سنة هربا من قبضة "داعش" حيث كان الطفلان ينعمان بحياة جميلة في سنجار قبل أن يهجم التنظيم على قريتهم عام 2014 فسحبا الأخوين أمام أعين والديهما الذين لم يمتلكا إلا التلويح لهما عن بعد، واتجهوا بهما إلى تل عفر العراقية حيث صدر قرار حول كيفية الاستفادة منهما.
ووصف التقرير أحوال أحمد وأمير في المخيم " كانا يستيقظان في الفجر ليتعلمان كيفية التعامل مع الكلاشنكوف والمتفجرات وكانا ينامان مساءً وهما في قمة التعب، ويفكران في والديهما الذين افتقداهما وقد جرى تقسيم الأطفال على مجموعتين، حسبما يصف الصبيان إلى مدرسة العلوم الشرعية، وأُخذ الكبار إلى مخيم تدريب في الموصل.
وقال أحمد "إنه كان قد أخفى هاتفًا محمولاً تحت إحدى الأشجار وكان يراسل والديه منه، وحين أُمسك به تعرض لضرب مبرح فُكسر أحد أضلاعه، ولم يلتئم بالشكل المناسب وتبرز العظام من فوق ملابسه ما يذكره ببشاعة ما مرّ به.
وتابع التقرير أسلوب التنظيم الملتوي في تجنيد الأطفال يبدأ بالتواصل مع الأطفال بشكل ودي عبر توزيع الحلوى والسماح لهم برفع علم التنظيم كما ينشر التنظيم تعاليمه بين الأطفال في المدارس ويمثلون عمليات قطع الرؤوس على دمى ترتدي زي الإعدام البرتقالي وينشرون تطبيقًا على الهواتف يحوي الأناشيد التي تمجد التنظيم.
أخيراً يتخذ التنظيم من تلك المدارس غطاءً لاختيار الأطفال المؤهلين لخوض العمليات الحربية حيث يجول كشافة تلك المدارس لانتقاء ما يسمهم التنظيم "أشبال الخلافة" وما إن يقع عليهم الاختيار يصعب عليهم الفرار منه.