الاعلام تايم_رأي اليوم
تحت عنوان "ذهب كيري الى الرياض لطمأنة حلفائه الخليجيين فزادهم قلقا واكتئابا"، كتبت صحيفة رأي اليوم مقالاً، وضحت فيه أسباب زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى السعودية، ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى السلطنة العثمانية.
واعتبرت الصحيفة أن كيري جاء لطمأنة حلفائه الخليجيين وتبديد القلق، وربما الهلع الذي يراودهم من جراء رفع الحصار المفروض على ايران تطبيقا للاتفاق النووي، واحتمال ان يميل "القلب" الامريكي الى الحليف الايراني الجديد، ويهجر أحباءه القدامى، فيما زيارة الثاني، أي بايدن، جاءت لتجديد المحاولات والضغوط الامريكية لاقناع القيادة التركية بالدخول في حرب برية يجري الاعداد لها، للقضاء على "داعش"في كل من العراق وسورية وليبيا.
مهمة كيري كانت مجاملات بـ"حلو الكلام"، وفق الصحيفة، التي قالت إنه بالتزامن إن "آلاف من مندوبي الشركات والبنوك الامريكية والاوروبية يتدفقون على العاصمة الايرانية بحثا عن العقود والصفقات الدسمة، ومعهم 32 مليار دولار وفوقها الفوائد جرى فك تجميدها تطبيقا للاتفاق النووي"، وما لا يدركه المسؤولون الخليجيون ان المصالح هي التي تتحكم وترسم خطوط السياسة الخارجية الامريكية، وتحدد طبيعة تحالفاتها وليس "المبادىء"، والا لما تفاوض كيري ومساعدوه مع ايران لمدة ستة اشهر في سلطنة عمان، بينما يحشدون حاملات الطائرات في مياه الخليج، ويبيعون بما قيمته عشرات المليارات من الدولارات من الاسلحة لدولة للايحاء بأن الحرب باتت مسألة اسابيع فقطز
الصحيفة وجهت نقدها اللاذع لوزير خارجية آل سعود الذي اتهم إيران بدعم الارهاب وهذا مأخذ له على العلاقة الايرانية الاميركية الجديدة، متسائلة لماذا يرى الجبير ان وقوف واشنطن جنبا الى جنب مع "اسرائيل" أمراً عادياً ومقبولاً، فهي التي دعمت الارهاب الاسرائيلي، وما زالت، وهي التي قتلت مليون عراقي أثناء غزوها للعراق واحتلاله، وهي التي هيأت البيئات الحاضنة له في افغانستان والعراق وليبيا وسورية، عندما حولت خمس دول عربية الى دول فاشلة، وتأتي بعدها اسرائيل حليفها الاوثق التي تقتل وتحاصر دون توقف، وآخر ضحاياها شهيدة في الثالثة عشرة من عمرها بتهمة محاولة طعن جندي اسرائيلي، واذا كانت ايران دولة داعمة للارهاب، فلا نعتقد انها تتقدم على امريكا واسرائيل، اللهم الا اذا كان مفهوم السيد الجبير للارهاب وتصنيفاته يختلف عن مفهوم الغالبية الساحقة من العرب والمسلمين.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين المرافقين للوزير كيري نصيحته بقوله "نأمل أن تعيد السعودية فتح سفارتها في طهران، وأن يتوصل الايرانيون والسعوديون الى طريقة للتعايش"، إنها دعوة أو "نصيحة" للسعودية بفتح قنوات حوار مع ايران لتسوية كل القضايا العالقة، تماما مثلما فعلت الحكومة الامريكية ومعها خمس دول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (باستثناء المانيا)، ولسان حال هذا المسؤول يقول "هل انتم اعظم من امريكا او اكثر قوة منها وهذه الدول الخمس؟" فاذا كان هذا هو حالكم فتفضلوا.. والله معكم.