كتب عبد الباري عطوان مقالاً في صحيفة الرأي الأردنية تحت عنوان "حوار مع صديق سعودي" أكد فيه أن الحرب على اليمن مصيدة دموية لها، واستنزاف مالي لثرواتها.
تقول الصحيفة على لسان رئيس تحريرها" ذكرني العميد الركن احمد عسيري المتحدث باسم “عاصفة الحزم” بنظيره الامريكي أثناء الهجوم على افغانستان عام 2001 عندما قال “إن قوات التحالف تسيطر على كامل الاجواء اليمنية، وستكثف الضغط على الحوثيين خلال الأيام المقبلة، ولن يكون هناك مكان آمن لهم”.
فالمتحدث الامريكي قال قبل حوالي 14 عاماً، الشيء نفسه تقريباً، وأكد أن الطائرات الامريكية باتت تملك اليد العليا في افغانستان.
وأشار الكاتب إلى أن التحالف الخليجي العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ارسل 185 طائرة للمشاركة في الغارات ضد الحوثيين ، وهي من احدث الانواع بينما ينحصر دور سلاح الجو اليمني الذي لا يقل تهالكاً عن نظيره الأفغاني في الاستعراضات البهلوانية الجوية.
ويستطرد الكاتب بالقول.. يعتب علينا بعض الزملاء السعوديين بأننا نقلل من اهمية قدراتهم العسكرية، ويؤكدون لنا ان الجيش السعودي يتمتع بقدرات عالية، وأن الحرب في اليمن هي أول الغيث، والمرحلة المقبلة مختلفة عن كل سابقاتها وزمن الصمت، وتحمل الاهانات، قد ولى الى غير رجعة.
بعض عتب الزملاء السعوديين في محله، والسبب يعود الى تجنب القيادة السعودية خوض الحروب في دول الغير، والميل الى الحلول السياسية، واذا كان لا بد من الحرب فان الحليف الامريكي جاهز للقيام بالمهمة، ألم يفعل ذلك لاخراج القوات العراقية من الكويت؟ ألم يتدخل لاسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وبعده للاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
ويتابع.. فاذا أرادت القيادة السعودية “الشابة” تغيير هذه الاستراتيجية وارسال اسلحتها البرية والجوية الى ميادين المعارك، فأهلا وسهلا، وهذا امر يسعدنا، مثلما يسعد كل انسان عربي ومسلم، شريطة ان تكون هذه الحروب في اطار مشروع عربي متكامل، ولصيانة الامن القومي العربي من كل الاخطار التي تهدده واولها الخطر الاسرائيلي.
وأضاف.. لنعود الى الحرب في اليمن، ونقول أن اي تكثيف للغارات الجوية لأن الضحايا سيكونون في الغالب من اليمنيين وهم اهلنا واشقاؤنا,هناك خيارات امام التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية في “حرب اليمن الثانية”:
الاول: ان يكتفي هذا التحالف بثلاثة أيام من الغارات، ويفتح صدره للوساطات للتوصل الى حل سلمي سياسي للازمة, الثاني: ان يستمر هذا القصف وتحويل اليمن كله الى منطقة حظر جوي على غرار ما حدث للعراق, الثالث: ارسال قوات برية لاحتلال اليمن، والقضاء على تحالف الحوثي مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واعادة الرئيس “المؤقت” و”الشرعي” عبد ربه منصور هادي.
ويتابع.. فليحدثوننا عن نظرتهم المستقبلية لليمن بعد هزيمة الحوثيين، هل سيضعون حداً لمعاناة اليمنيين مع الفقر والحرمان وهم الذين يملكون صناديق سياسية تحتوي على الفي مليار دولار على الاقل، ودخل نفطي يزيد عن 500 مليار دولار على الاقل.
هذه الاموال التي انفقت في الايام الثلاثة الاولى من الحرب في اليمن وما احدثته من دمار يمكن ان تعيد بناء اليمن من جديد.
وختم الكاتب بـ ان هذه الحرب مصيدة دموية لها، واستنزاف مالي لثرواتها، وليس من المنطقي ان يجري تدمير المنطقة الخليجية بالذات وزعزعة استقرارها، من اجل عودة الرئيس هادي الى القصر الرئاسي.
مركز الإعلام الإلكتروني