اختتمت الخميس 4 حزيران، ورشة العمل الوطنية حول دور الإعلام في نشر مفاهيم تعزيز الصحة في المجتمع، والوقاية من الأمراض، وكيفية إعداد وتخطيط وتنفيذ الحملات الإعلامية التوعوية، والتي نظمتها وزارتي الإعلام و الصحة بالتعاون منظمة الصحة العالمية، في فندق الشام بدمشق، حيث استمرت لمدة يومين، وقد شارك فيها صحفيين وإعلاميين في الصحف والمؤسسات الإعلامية، والعاملين في دوائر العلاقات العامة والإعلام.
وأكد رئيس مديرية الأمراض السارية و المزمنة في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية خلال محاضرته القيمة، إلى أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تصحيح المعلومات و المفاهيم الصحية الخاطئة لدى الجمهور المتلقي.
الدكتور ضميرية وحسب رأيه، يجب على الصحفي أن يحصل على المعلومة من مصدرها الصحيح، ليحيط بأسباب المرض وكيفية الوقاية منه بشكل علمي دقيق ، وبالتالي التركيز على المعلومة لوقف تفشي المرض.
ونوه رئيس مديرية الأمراض السارية و المزمنة، إلى أهمية التشاركية بين جميع قطاعات المجتمع في الحملات التوعوية، على أن يكون شعارنا" وضع اليد باليد لنرتقي بالوعي الصحي في المجتمع السوري".
وفي حديث خاص لمركز الإعلام الإلكتروني، قال الطبيب النفسي إياد يانس:" إنه لا يوجد صحة من دون صحة نفيسة، ودور الإعلام أن يركز على تصحيح المفاهيم الخاطئة حول المرض النفسي، مؤكداً أنه مرض كباقي الأمراض، ويمكن علاجه و الشفاء منه، و أن المريض النفسي يعيش حياة الطبيعية.
وتابع يانس" زيارة الطبيب النفسي لا تعني أن المريض لديه مشكلة أو وصمة عار، مؤكداً أن الزيارة لا تكون إلا في حالات معينة، ولكن يمكن للمريض النفسي أن يلجأ لطلب المساعدة فقط ممن يجد فيه أهلاً لذلك، لأن طلب المساعدة وبحسب رأي الدكتور يانس "أمر أساسي".
وحول الورشة وأهميتها، أكد الطبيب النفسي أنها جيدة لتصحيح المفاهيم المغلوطة حتى لدى الكادر الإعلامي، متمنياً أن يكون هناك ورشات لاحقة وبشكل دوري لمواكبة كل ما هو جديد.
بدوره، اعتبر المسؤول الإعلامي في منظمة الصحة العالمية شيما أنتوني، أنه لا يوجد طريقة علمية تناسب كل أنواع الإعلام في الدراسات الاعلامية، ولابد أن يكون لها دور متمم لبعضها البعض، مشدداً على أن وسائل الإعلام لا يمكن أن تحقق هدفها بشكل منفرد، لأن لكل وسيلة سلبيات وايجابيات.
وتابع قائلاً:" هناك أساليب يعمل بها كل العالم لتوظيفها في جعل "الحملات الصحية التوعوية" مهمة وجذابة للقارئ، مؤكداً أن الصحفي هو الذي يعطي الخبر أهميته ويجعله مقروء، إضافة إلى عامل التكرار الذي يبين حجم أهمية الخبر أو المعلومة التي نرغب ايصالها للجمهور.
من جانبها، اعتبرت الدكتورة أميمة معراوي أستاذة في الإعلام في جامعة دمشق، أن أن نجاح الحملات الإعلامية في مجال الصحة، تعتمد وبشكل أساسي على كيفية صياغة الرسالة الإعلامية، للتأثير في سلوك الجمهور المستهدف.
وقالت معراوي:" إن مثل هذه الحملات، تحتاج إلى تخطيط و إدارة استراتيجية لعرض الفكرة ضمن إطار معين، للوصول إلى إقناع الجمهور بها، وبالتالي تغيير سلوكه، والذي يُعتبر هدف حملاتنا التوعوية .
من جانبه، لفت مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام عمار غزالي، إلى ضرورة التفريق بين الإعلام السياسي والإعلام التنموي داعياً المشاركين إلى التحقق من المعلومة الطبية وتقديمها بكل أمانة واقتدار، لكونها تمس كل الشرائح الاجتماعية وتهمهم وتتعلق بالصحة العامة.
وعلى هامش الفعالية، أكد غزالي لمراسل مركز الإعلام الإلكتروني، أن هذه الورشة بداية لورشات أخرى، وبرامج تدريبية للكوادر الإعلامية، متمنياً أن تكون الورشة ناجحة وأساس ننطلق منه إلى ورشات أكثر فاعلية.
الصحفية سراب علي من جريدة تشرين، قالت :" إن الورشة كانت بمثابة استرجاع لمعلومات موجودة مسبقاً لدي، ورغم التفاعل بين المدربين و الإعلاميين، إلا أنه كان ينقصنا الجانب العملي الذي يغني أكثر، ونرجو أن يكون هناك ورشات أخرى مكملة لهذة الورشة.
أما هبة شمطا الموظفة في قسم الإعلام التنموي في وزارة الإعلام، أن الورشة كانت جيدة و مفيدة، إلا أنها عتبت على بعض الصحفيين الذين اسهبوا في شرح تجربتهم الشخصية في مجال الحملات التوعوية، وأنهم أخذو دور الدكتور المحاضر، كما نوهت إلى عدم التزام بعض الإعلاميين بالوقت المخصص للورشة.
يُذكر أن، معن حيدر معاون وزير الإعلام، في كلمته الافتتاحية للورشة، قال:" إن للإعلام دوراً مهما في نشر الوعي الصحي، بطرق إبداعية ومبتكرة تصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الشرائح المستهدفة من المجتمع، لافتاً إلى أهمية دوره في مثل هذه المرحلة التي تمر بها البلاد.
وخلص المشاركون إلى أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، في تغيير السلوكيات الصحية الخاطئة، وتصميم حملات صحية توعوية، وتحديد الطرق المثلى للوصول إلى الجمهور المستهدف، ومستويات التوعية الصحية المطلوبة، مؤكدين أهمية تكامل العمل بين وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، لإيصال المعلومة المطلوبة وإحداث التغيير في السلوك.
تسنيم – مركز الإعلام الإلكتروني