كشف مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة السورية، أحمد العبود، أن عدد حالات الإصابة بالحصبة التي تم الإبلاغ عنها وصل إلى ٥٩٤ إصابة منها ٥ حالات إصابة بالحصبة الألمانية، مؤكداً أن سورية خلال عامي ٢٠١١ و٢٠١٢ كانت خالية من هذا المرض إلا أنه في عام ٢٠١٣ تم تسجيل ٦٠٠ حالة وأنه لولا اللقاح الذي قدمته الوزارة لكان العدد وصل إلى ٥٠ ألفاً في عام ٢٠١٤.
العبود وخلال ورشة عمل، نظمتها وزارة الصحة في فندق الشام بدمشق، بهدف تعريف الإعلاميين بحملة التلقيح الوطنية التي ستطلق الأحد القادم ضد مرض الحصبة والمستمرة لغاية الـ 30 من نيسان الجاري، ذكر أن هدف الحملة منع تفشي وباء الحصبة وزيادة الوعي الصحي في المجتمع حول أهمية اللقاح ضد هذا المرض، مبينا أن الحملة التي ستطلقها الوزارة تتضمن اللقاح الروتيني ومتابعة الاطفال المتسربين من اللقاح ولقاح الحصبة لمدة أسبوعين متتاليين.
وأوضح العبود أن المرض فيروسي يمكن أن يصاب به أي شخص غير ملقح سابقاً ما عدا الأطفال حديثي الولادة حيث تبقى مناعتهم للمرض حتى عمر ستة أشهر بعد الولادة وهو مرض معد يصيب نحو 90 بالمئة من المخالطين المؤهبين من الأشخاص غير الملقحين أو غير المصابين سابقا، وأضاف: إن مرض الحصبة سريع الانتشار ينتقل عبر السعال واللعاب، وقد يؤدي إلى الموت في بعض الحالات مؤكداً أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة خلال العامين الماضيين.
وأشار العبود إلى أن مرض الحصبة قد يسبب للطفل التهاب ذات رئة أو التهاب أذن وسطى أو إسهالاً مزمناً معتبراً أن سوء التغذية في بعض المحافظات كانت سبباً رئيسياً في عودة هذا المرض إلى سورية، مبيناً أن المرض عبر بثلاث مراحل المرحلة الأولى تكون فترة الحضانة وتستمر ١٠ أيام بينما المرحلة الثانية مرحلة المرض وتستمر ١٠ أيام والمرحلة الأخيرة فترة النقاهة تستمر أياماً موضحاً أن يتخلل هذه الفترة ارتفاع حرارة الطفل الذي تصل إلى ٤٠ درجة بعدها ظهور طفح مطاطي غير حويصلي يبدأ من الوجه وأعلى العنق وينتشر للجذع والأطراف.
وعن توقيت الحملة قال العبود" جاءت في أواخر الشتاء وبداية الربيع لأن في هذا الوقت تكثر الإصابة به، إضافة إلى أن معظم الحالات التي تم تسجيلها في العام الماضي جاءت في هذا الوقت، مشيراً إلى أن هذا الأسبوع أيضاً يصادف الأسبوع العالمي لمكافحة التسرب من اللقاح، موضحاً أن هناك الكثير من الأطفال يأخذون جرعة لقاح واحدة ثم بعد ذلك يقطعون اللقاح ولذلك فإن الوزارة ستعمل على مكافحة هذا النوع من التسرب.
وبحسب العبود "الحملة ستشمل نحو مليونين وتسعمئة وسبعين طفلاً من جميع المحافظات السورية، لافتاً إلى أن حملة التلقيح ستشمل حتى محافظة إدلب والرقة وأن جميع موظفي وزارة الصحة ما زالوا موجودين في المحافظتين ويتقاضون رواتبهم من الدولة".
وأوضح العبود أنه تم التنسيق مع مدير صحة حماة لإيصال الجرع إلى مدينتي أريحا وجسر الشغور في محافظة إدلب، بسبب أن الجرع التي كانت موجودة في مدينة إدلب أصبحت تحت سيطرة المجموعات الارهابيةالمسلحة، مؤكداً أن عدد مراكز الحملة بلغت ١٢٠٩ مراكز منها ١٠٩٤ ثابتاً و١١٥ مركزاً تم إحداثه، مشيراً إلى أنه ستكون هناك فرق جوالة بلغ عددها ٣٣٨ فرقة تضم كل فرقة ثلاثة أو أربعة أشخاص مهمتها التجوال في محافظات القطر كافة لتلقيح الأطفال.
وتوقع العبود أن تنجز هذه الجملة ٦٠% إلى ٧٠% من هدفها الأساسي متمنياً أن تكون نسبة الإنجاز ١٠٠% لتحقيق الهدف وهو أن تكون سورية خالية من أمراض الحصبة، وأكد العبود أن هناك نقصاً في العاملين الذين سيقومون بمهمة التلقيح لافتاً إلى أن عددهم بلغ ٥٥٩٦ عاملاً إضافة إلى ٤٦٨ سيارة مستأجرة للتجوال في المحافظات.
وبيّن الدكتور العبود أن الحملة تستهدف الأطفال الذين هم دون الخامسة من العمر وهي ستكون على ست مراحل، المرحلة الأولى تستهدف الأطفال الذين لم تتجاوز عمرهم أسبوعاً والثانية تستهدف الأطفال الذين بلغ عمرهم ثلاثة أشهر بينما المرحلة الثالثة للأطفال الذين أتموا الشهر الخامس، والخامسة للأطفال الذين بلغوا الشهر السابع بينما المرحلة الخامسة والسادسة للأطفال الذين تراوحت أعمارهم من السنة إلى السنة ونصف السنة.
ولفت العبود إلى ضرورة توجه جميع الأهالي إلى المراكز الصحية المخصصة لتلقيح الأطفال وإلا فإن مرض الحصبة سينتشر بشكل كبير وهذا لا تتمناه وزارة الصحة باعتبار أن سورية أصبحت في فترة من الفترات من الدولة الخالية من هذا المرض.
ويظهر المرض حسب العبود بترفع حروري عالي الدرجة ولمدة 4 إلى 7 أيام يتبعه ظهور طفح غير حويصلي يبدأ من الوجه لافتا إلى أن الوقاية تكون من خلال اللقاح وضمن الجرعات الموصى بها.
من جهتها أشارت رئيسة دائرة صحة الطفل واللقاح الدكتورة رزان الطرابيشي إلى أن حملة الحصبة تستهدف الوصول إلى 2 مليون و670937 طفلا من بداية الشهر السابع لغاية الخامسة من العمر وبغض النظر عن الجرعات السابقة.
وأوضحت الطرابيشي أنه لا توجد موانع لإعطاء اللقاح عموما إلا حالات الترفع الحروري والمصابين بمرض منهك يستدعي دخول المشفى أو التحسس السابق لجرعة اللقاح أو المصابين بمرض منقص للمناعة.
وأكدت الدكتورة الطرابيشي أن اللقاحات "آمنة ومجانية ومستوردة من أفضل الشركات العالمية وتخضع لشروط قاسية من قبل الوزارة" وينفذ الحملة نحو 6 آلاف عامل صحي مدرب ومؤهل بشكل جيد من خلال مراكز ثابتة ومحدثة وجوالة والبالغ عددها 385 فريقا و468 سيارة بهدف الوصول إلى الأطفال المستهدفين في مراكز الإقامة المؤقتة والمناطق كافة.
يذكر أن برنامج التلقيح الوطني في سورية الذي انطلق عام 1978 وفر الحماية لملايين الأطفال السوريين من أمراض الطفولة الخطرة ويتضمن 11 لقاحا بينما توصي منظمة الصحة العالمية بستة لقاحات فقط لتكاليفها الباهظة.
(طارق ابراهيم_ جاكلين حمود)_مركز الاعلام الالكتروني