دعا سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون خلال لقائه وفداً من السياح الفرنسيين في جامع بني أمية الكبير بدمشق مساء أمس الثلاثاء 07 نيسان أعضاء الوفد لينقلوا حقيقة ما شاهدوه على الواقع في سورية خلال زيارتهم إلى شعبهم وحكومتهم، منوهاً بزيارة الوفد التي اعتبرها اختراقاً للإعلام المضلل والأكاذيب السائدة في الغرب حول ما يجري في سورية
وأكد حسون أن الشعب السوري يحترم ويحب كل شعوب العالم بما فيها الشعب الفرنسي الذي هدم سجن الباستيل ولكنه لم يهدم كنيسة واحدة بينما يقوم أصحاب الفكر التكفيري في سورية الممولون من العرب والمدعومون من الإدارات الأميركية والفرنسية والتركية بهدم المساجد والكنائس وقتل الإنسان الذي تقدسه كل الشرائع السماوية لأنه بنيان الله المقدس.
وبين حسون أن سورية عاشت ازدهاراً اقتصادياً وثقافياً وفكرياً خلال السنين الأربعين المنصرمة كما لم تشهد من قبل، مؤكداً أن الشعب السوري هو وحده الذي يحق له مناقشة من يقوده وكل من يحاول فرض أي شيء على هذا الشعب لابد مهزوم وخاسر.
ودعا حسون أعضاء الوفد لمطالبة من يمدون الإرهاب في سورية بالسلاح والمال أن يقطعوا هذا المد ويوقفوا الحرب التي تقتل وتشرد السوريين دون تمييز بين مسلم ومسيحي ومطالبة الحكومة الفرنسية بطرد من يقيمون على الأرض الفرنسية و يروجون للإرهاب في سورية.
بدوره أكد المعاون البطريركي للروم الأرثوذكس في سورية المطران لوقا الخوري أن المسيحيين متجذرون في وطنهم سورية ولن يستطيع أحد سواء بالترغيب أو بالترهيب أن يدفعهم للهجرة منها فمنها انطلق نور المسيحية إلى العالم أجمع والإسلام فيها لم يأت غازياً بل أتى أخاً وشقيقاً..والمسلمون والمسيحيون عاشوا أخوة منذ 1400 عام وحتى اليوم وسيبقون أخوة مهما حاول الأعداء، مشيراً إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية والتي تقف وراءها الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الغربية والعربية حيكت منذ زمن بعيد وهي تستهدف المنطقة برمتها إضافة إلى الوطن سورية.
وأكد الخوري أن أميركا و"إسرائيل" لا تريدان أن نعيش مع بعضنا البعض لكن سنبقى معاً ونحب بعضنا بعضاً إلى آخر الدهر، مشدداً على أن ثقافة التكفير والقتل دخيلة على بلادنا وغذتها كل من أوروبا وأميركا و"إسرائيل" والأطراف المشاركة في هذه المؤامرة وقال "نحن وإخوتنا المسلمين تعلمنا بأدياننا أن نحب بعضنا بعضاً".
ودعا الخوري أعضاء الوفد لنقل صورة ما تعيشه الأسرة السورية الواحدة من محبة إلى بلدهم والعالم ليدحضوا به أكاذيب الإعلام المضلل، لافتاً إلى أن بلادنا وحدها تجمع الكنائس والجوامع ودور العبادة بكاملها جنباً إلى جنب وقال ليس من دولة على ظهر البسيطة وخاصة بين الدول العربية يعيش فيها المسلمون والمسيحيون أخوة متساوين في الحقوق والواجبات كما يعيشون في سورية.
وشدد المطران الخوري في ختام حديثه "على أننا كمسيحيين نؤمن ببلادنا وبشعبنا وبإخواننا وسنبقى معهم كإخوة حقيقيين وسنبقى في جذور هذه البلاد ومن أصلها ولن نخرج منها نهائياً وسنبقى مع إخوتنا ولا نقبل بأن يفصلنا عن بعضنا البعض أي إنسان بل سنواجه من يحاول تفرقتنا معاً".
من جانبهم أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بزيارة سورية في هذه الظروف وعن تضامنهم مع الشعب السورى ضد الإرهاب والمؤامرة التي يتعرض لها، مؤكدين أنهم “يمثلون جزءاً من الشعب الفرنسي وسيعملون على نقل حقيقة ما يجرى من إرهاب وتدمير وقتل للشعب السوري الصامد".
وأشار أعضاء الوفد إلى أن “ما يجرى في سورية أمر مؤسف ومؤلم” مؤكدين أنهم جاؤوا لمد يد المساعدة للشعب السوري الذي يتعرض للإرهاب والقتل، معربين عن إعجابهم بنموذج العيش المشترك والتسامح واحترام الآخر الذي يجسده الشعب السوري.
مركز الإعلام الإلكتروني