الإعلام تايم
في مراكز الإيواء، مئات آلاف الأطفال السوريين يعيشون التجربة في مجتمع جديد، في ذمة التهجير يتذوق الأطفال طعم "حياة الحرب" ورغم الجزم بأن الحال أفضل بكثير من كارثة اجتماعية، إلا أنه يجب التفكير بتفاصيل الصدمة فهناك الكثير من المشاكل فمراكز الإيواء باتت بلا إيواء، حيث تكثر زيجات القاصرات فالأهل يجدون بزواج الفتيات القاصرات الملاذ الوحيد للتخلص من عبئ العائلة.
أما عن التغذية فقد بينت دراسة قامت بها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبإسهام كل من برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف أن نسبة انتشار سوء التغذية الحاد عند الأطفال بعمر "من 6 إلى 59" شهراً المقيمين ضمن مراكز الإيواء وحسب قياس محيط منتصف الذراع موزعة إلى سوء التغذية الحاد الشديد 0.2% وسوء التغذية الحاد المتوسط 2.6%، و كانت أعلى نسبة انتشار لسوء التغذية الحاد في محافظة حلب حيث بلغت 1.1% تلتها ريف دمشق بنسبة 0.5% ثم كل من دمشق واللاذقية بنسبة 0.4% لكل منهما.
و أكدت مصادر أنه لا وجود لأي مرض ساري في مراكز الإيواء، حيث تقوم وزارة الصحة بتقديم كل المستلزمات الصحية بدءاً من اللقاح حتى الأدوية المسكنة، ورغم الحديث بين الفترة والأخرى عن بعض الأمراض التي تظهر في المراكز .
و في دراسة سابقة لوزارة الشؤون بما يتعلق بشؤون المرأة، أوضحت أن أغلب المراكز لا تتوافر فيها مقومات الحياة الأساسية وتعاني الكثير من مشاكل النظافة بسبب الحمامات المشتركة وعدم وجود تجهيزات لمياه الشرب والاستحمام، وأكدت "الصحة" أنه يتم توزيع سلل نظافة تضم كل ما يلزم الأسرة للوقاية من الأمراض و يقوم الأطباء من وزارة الصحة بجولات ميدانية بشكل دوري على المركز لمتابعة الوضع الصحي.
و مع ظهور بعض حالات العمالة بين أطفال المراكز ظهر مع بداية العام مشروع جديد وهو مشروع "وحدة التدريب المهني"، والذي يهدف إلى تمكين هؤلاء الأطفال من كسب سبل العيش، حيث سيتم تنظيم أنشطة صغيرة مدرة للدخل في هذه الوحدة كدورات برامج فوتوشوب وغيرها والتي من خلالها يمكن لهؤلاء الأطفال أن يتمكنوا من كسب سبل العيش في المستقبل، وتعد هذه الخطوة من الأفكار المهمة التي يجب على المهتمين بالطفولة في الإيواء أخذها بعين الاعتبار لما للعمل من فوائد على الطفل اولاً والمجتمع بشكل عام.
و بالنسبة للدعم النفسي تقوم كل من الأمانة السورية للتنمية، و منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وغيرها من المؤسسات في تأمين الدعم للأطفال من خلال تدريبهم على الرسم والتعبير بالحركة واللعب أو إشراكهم في العروض المسرحية. وبحسب دراسة لوزارة الشؤون الاجتماعية، فقد ظهر العنف الجسدي على شكل ضرب الآباء للأبناء وعنف بين الأولاد في المراكز وكان العنف النفسي متمثل بالسب والشتم بين الأزواج والأهل والأبناء وأحيانا الجيران والمشرفين وانتهت غالباً بمصالحات.
دمشق - صحف