قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في لقاء مع وكالة "سبوتنيك"، إن روسيا أثبتت خلال الأزمة الحالية التي تمر بها سورية، أنها صديق استراتيجي للشعب السوري والدولة السورية، وإن علاقات السورية الروسية متميزة على المستويات كافة.
وذكر الحلقي، أن هذه الصداقة تجسدت في المواقف المعلنة للقيادة الروسية على أعلى المستويات وفي مفاصل الدولة الروسية الأخرى"، منوهاً إلى استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أربع مرات ضد قرارات بعقوبات بحق سورية
واعتبر الحلقي أن التجسيد المباشر لهذه السياسات تمثل في انعقاد المشاورات السورية — السورية في موسكو لمرتين منذ بدء هذا العام، وهنالك حديث بين المسؤولين الروس حالياً مع الدولة السورية ومع المعارضات التي شاركت في لقاءي موسكو لإجراء جولة ثالثة من المشاورات.
ونوّه الحلقي، إلى أن التعاون العسكري السوري الروسي قديم منذ الإعداد لحرب تشرين التحريرية عام 1973 وخلالها وبعدها، مضيفاً أن "التعاون العسكري دائماً يأتي نتيجة طبيعية للعلاقات السياسية المتميزة والفهم المشترك لطبيعة المخاطر والتهديدات، ولا نرى أن هناك عقبات أمام التعاون السوري الروسي في المجال العسكري التقني في ظل الفهم الروسي لما تواجهه سورية من إرهاب نيابة عن العالم، وهذا التعاون قانوني في إطار علاقات الدول التي يحكمها القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات المشتركة.
وأكد الحلقي على أن "روسيا دائماً صادقة وجادة وحريصة على تنفيذ كل تلك الالتزامات، بغض النظر عن محاولات الكيان الإسرائيلي أو الدول الراعية للإرهاب الضغط على روسيا، والعلاقات العسكرية جيدة ولا تحتاج إلى مقترحات، بل نتمنى أن تحذو دول العالم حذو روسيا في فهمها لطبيعة المخاطر وتهديد الإرهاب، ولا نريد من تلك الدول دعماً عسكرياً، بل ما نريده هو أن توقف تلك الدول دعمها للإرهاب.
وذكر الحلقي، أن سورية "تقدر السياسة المبدئية الروسية والتي يرسمها ويقودها الرئيس فلاديمير بوتين، وهي لا تحظى بتقديرنا فقط وإنما بتقدير كل شعوب العالم، لأنها تقوم على مبادئ ورؤى مغروسة عميقاً في القانون الدولي"، مضيفاً إن المساعدات التي تقدمها موسكو إلى دمشق هي الأعلى مقارنة بالمساعدات التي تحصل عليها سورية من بقية الدول الصديقة، فقد برهنت السنوات الخمس الماضية على مدى صلابة العلاقات والروابط الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، حيث ساهمت المساعدات الروسية وبنسبة كبيرة في دعم الجهود المبذولة من الحكومة السورية لتلبية احتياجات المواطنين السوريين المهجرين والمتضررين جراء الأحداث الإرهابية .
وفي الشأن الاقتصادي، كشف الحلقي أن سورية تتابع مع روسيا إمكانية الانضمام إلى الاتحاد الأوراسي وكذلك الانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة.
وذكر أن روسيا ترى في الانضمام إلى الاتحاد الأوراسي واتفاقية التجارة الحرة "فائدة في تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة بما يساهم في تفعيل الحركة الاقتصادية والتجارية بين سورية والدول الصديقة للتمكن من تعزيز صمود الشعب السوري.
وعلى صعيد التعاون العلمي، قال الحلقي إن كلية الآداب بجامعة دمشق استحدثت قسماً للغة الروسية، وأن هناك تعاوناً علمياً بين الجامعات السورية والجامعات الروسية.
وتحدث الحلقي عن مشروع اتفاق بين جامعة دمشق وصندوق العالم الروسي "روسكي مير"، من أجل تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات العلمية ذات الأولوية للجمهورية العربية السورية في الظروف الراهنة، منوهاً إلى أن وزارة التعليم العالي السورية وبالاتفاق مع المركز الثقافي الروسي في دمشق، تقوم "بموافاة المركز سنوياً بقوائم الاختصاصات المطلوبة من أجل وضعها على جدول المنح الدراسية المخصصة لكل عام، حسب أولويات ومتطلبات بناء القدرات في الجامعات السورية، إضافة إلى الإيفاد في اختصاصات غير متاحة في الجامعات السورية، وهي اختصاصات عريقة في الجامعات الروسية مثل الهندسات على اختلافها والعلوم الأساسية والفيزياء والرياضيات والعلوم.
مركز الإعلام الإلكتروني