العاشر من حزيران عام 2000 كان يوماً أليماً لسورية، يوم رحل الرئيس حافظ الأسد الذي اعترف العالم كلّه بحكمته وشجاعته، مؤكداً أنه وبرحيله بعد عمر مديد في الكفاح والنضال طوى صفحة من صفحات التاريخ العربي الناصع، ولاسيما أن سورية في عهده أصبحت قلب العروبة النابض، وقلعة المقاومة العربية الأولى بمواجهة السياسات الصهيونية والغربية التي مارست أبشع صور الإذلال على الأنظمة الرجعية العميلة.
وعندما يكون القائد في حجم أمة، يصعب للكلمات أن تجسّد شخصيته ومسيرته والثوابت التي أرساها في عمق قيام سورية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ووطد أركانها وطناً في دائرة الضوء وفي مركز الثقل للعرب والمسلمين معاً. فكان بناء سورية دولة حديثة مطلة على المستقبل بأمل وثبات وشجاعة لا حدود لها. فالرئيس الراحل والقائد الخالد حافظ الأسد، وعلى مدار ثلاثة عقود وأكثر، كان الضمير القومي لسورية وللوطن العربي كله منطلقاً وهدفاً.
وبعد خمسة عشر عام مضت وكأنها أمس، الصورة لا تزال مطبوعة بعقول أغلب السوريين الذين صعقهم خبر وفاة القائد الخالد.
القائد الخالد الرئيس حافظ الأسد ولد في بلدة القرداحة بمحافظة اللاذقية عام 1930، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القرداحة وانتقل بعد ذلك لإتمام تعليمه في ثانوية التجهيز (جول جمال) في مدينة اللاذقية مطلع الأربعينيات.
عام 1946 انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ترأس أول مؤتمر وطني لطلبة سورية، ومنذ تلك الفترة تبوأ مناصب قيادية في الحزب حيث كان أميناً لفرقة الحزب في القرداحة، وساهم في المظاهرات ضد الاحتلال الفرنسي وفي النشاطات السياسية من أجل الجلاء.
عام 1952 تطوع في الكلية العسكرية / الكلية الجوية وتخرج منها ملازماً طياراً عام 1955 حيث فاز ببطولة الألعاب الجوية ونال كأس البطولة، و في عام 1956 رفّع إلى رتبة ملازم أول ثم إلى رتبة نقيب ، في هذه الفترة اختير للذهاب إلى مصر للتدرب على قيادة الطائرات " النفاثة " ثم إلى الاتحاد السوفيتي ليتلقى تدريباً إضافياً على الطيران الليلي بطائرات (15 و 17 ميغ).
و في عام 1956منح شهادة أركان حرب وحاز على تقدير امتياز، وسمي وزيراً للدفاع إضافة إلى قيادة القوى الجوية، وعام 1968 رفع إلى رتبة الفريق الجوي، وتولى منصب رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الدفاع عام 1970، وفي عام 1971 انتخب رئيساً للجمهورية العربية السورية.
و أدخل في عام 1973 إصلاحات سياسية تمثلت في إعادة تفعيل مجلس الشعب وتشكيل الجبهة الوطنية التقدمية 1972 وإصدار دستور جديد للبلاد 1973.
وعن دوره المؤثر في السياسة العالمية قالوا فيه :
بيل كلينتون رئيس أمريكي سابق قال:
"هذه هي المرة الاولى في حياتي التي أحس انني وضعت يدي بيد رئيس ... لقد أحسست بشعور لا يوصف عندما سلمت عليه..... و عندما نظرت لوجهه، رأيت التاريخ كله و العنفوان كله... في تلك اللحظات بالذات، حمدت الله على انه ليس رئيساً لدولة كبيرة ..... لأنه عند ذلك كان ليحكم العالم بدون منازع..."
الرئيس ليونيد بريجينف رئيس الاتحاد السوفياتي: إننا دائماً قدرنا وسنقدر دور سورية الراسخ وواقعية الرئيس حافظ الأسد البناءة "
جاك شيراك رئيس فرنسي سابق قال:"لقد كان الرئيس حافظ الأسد رجل دولة حريصاً على رفعة بلاده وعلى مصير الأمة العربية وكان له دور مرموق في التاريخ طيلة العقود الثلاثة الأخيرة".
نلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا السابق قال:"كان رجل دولة وسيداً وقوراً في أوقات الحرب كما في أوقات السلم وكانت مصالح بلاده دائماً في فؤاده".
ريتشارد نيكسون رئيس سابق للولايات المتحدة :"أعبر عن إعجابي الشديد بجهود الرئيس حافظ الأسد في سبيل تحقيق السلام".
جيمي كارتر رئيس أمريكي سابق:"لا حل في الشرق الأوسط من دون الاعتراف بوزن الرئيس الأسد ودور بلاده الجوهري".
كوفي انان، الأمين العام للأمم المتحدة: "لقد كان الرئيس الأسد رجل المبادئ الثابتة"...إن " السلام بالنسبة للرئيس الأسد يجب ان يرتكز على مبادئ الأرض مقابل السلام، و قرارات مجلس الأمن".
كورت فالدهايم، أمين عام الأمم المتحدة الأسبق:إن " الرئيس حافظ الأسد يلعب دورا أساسيا في التطور السلمي لمنطقة الشرق الأوسط و في تطور السلام العالمي. و هذا شئ هام ليس فقط لسورية و لمنطقة الشرق الأوسط بل لمجمل التطور الدولي".
ميغيل انخيل موارتينوس، المبعوث الأوروبي للمنطقة:"لقد كان الرئيس الراحل حافظ الأسد صاحب فكرة السلام الشامل في الشرق الأوسط. لقد دافع الأسد عن الحقوق العربية بعناد لا يكل، و ناضل من اجل السلام العادل دون هيمنة".
ريتشارد مورفي ، مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط و السفير الأمريكي الأسبق في سورية:
اولبرايت ، وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة:"لقد كان الأسد ملتزما بإحلال السلام، و قد لعب دورا محوريا في الشرق الأوسط".
هنري كيسنجر ، وزير خارجية الولايات المتحدة سابقا:"التقيت الرئيس الأسد مباشرة بعد حرب تشرين /1973/ و التقيته مرات عديدة خلال المفاوضات حول تحرير مرتفعات الجولان، و هو لم يكن يوافق على كثير مما فعلنا، فقد كان سوريا وطنيا مقتنعا بان عليه حماية المصالح السورية والعربية، و قد كان مفاوضا صلبا جدا. و لقد اعتبر نفسه مسؤولا عن القومية العربية".. كان الرئيس الأسد رجلا ذا ذكاء استثنائي، و قومي إلى حد الشغف".
مركز الإعلام الإلكتروني