انطلاقاً من أهمية الأخلاق كأساس في بناء الإنسان والمجتمع، بدأت اليوم في قاعة المؤتمرات بجامعة دمشق فعاليات مؤتمر "أخلاقيات وآداب" الذي تقيمه نقابة أطباء سورية بالتعاون مع جامعة دمشق والهيئة العامة للطب الشرعي في سورية وعدد من الجمعيات الأهلية.
وفي كلمة له قال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون "إن لم نستطع أن نعرف حقيقة مايحدث اليوم لن نورث لأبنائنا سوى أيام مظلمة، فأساس الأزمة التي نعيشها الآن غياب الأخلاق وإهمالها وفصلها عن الدين".
وأكّد أن الكلمة هي سر الكون كله، داعياً إلى إعادة النظر بالقيم الأخلاقية ودراستها بتعمق من أجل بلوغ السمو الأخلاقي، داعياً إلى نشر المحبة والتسامح، والتمسك بالعلم والحكمة، فالفضل بالعلم لا بالمناصب، وعندما يجهل الإنسان العلم ينزل من مرتبة خليفة الله إلى مرتبة خليفة الشيطان، محذراً من انهيار الأخلاق.
ونبّه المفتي حسّون من خطورة حرب المصلحات، مؤكداً أنه لا وجود لمصطلح "صراع الحضارات" وإنما الصراع هو صراع سياسي بين الدول حول الحضارة.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين مواضيع كثيرة منها الدور الأخلاقي للأطباء في هذه المرحلة، والبعد الأخلاقي للدين والعدالة، والأخلاق في العلاقات الدولية، والبحث العلمي والأخلاق وزراعة الأعضاء البشرية بين السرقة والوهب وأخلاقيات الاتجار بالأعضاء في زمن الحرب على الإرهاب.
كما تتناول محاور المؤتمر موضوعات تتعلق بدور الطب الشرعي كموثق وشاهد أخلاقي في سورية، والطفولة وثقافة العنف والأثر النفسي والجسدي.
و يشارك في المؤتمر أساتذة وباحثون وخبراء من هيئات وجمعيات حكومية وأهلية من سورية وفرنسا والجزائر.
إلى ذلك.. أكّد د.حسين نوفل في لقاء معه على أهمية هذا المؤتمر للإضاءة على أهمية الأخلاقيات في المهن والمجتمع بشكل عام، خاصّة بالقضايا الصحيّة والطبيّة، فالصحة هي تكامل الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية.
وحول هدف هذا المؤتمر وتعزيز الدور الأخلاقي للأطباء في زمن الحرب، رأى د. بهجت عكروش مدير مشروع "شفا" لأسر الشهداء والعضو المؤسس في بصمة شباب سورية، أنّ هذه المبادرة تأتي لإعادة توجيه البوصلة إلى أنّ الأخلاق والآداب العامة هي الأساس، داعياً العودة إلى الأخلاقيات السورية الأصيلة، فالأطباء جزء من الصورة الأخلاقية العامة في المجتمع.
وأشار إلى أن من تعلم لا يعني أنه أصبح في مجال الحكمة، وأنه برغم وجود بعض الأطباء ممن قلّلوا من تعاملهم الأخلاقي، إلّا أن هناك الكثير من الأطباء الأخلاقيين، ومازالو موجودين على أرض الوطن رغم كل التحديات والإغراءات التي قدمت لهم.
ويبقى الأمل في أن تجد مثل هذه المؤتمرات التي تربط بين الواقع وأخلاقيات العمل سبيلاً للنور في قلوب السوريين وعملاً حقيقياً لعودة السلام للوطن.
خاص_ مركز الإعلام الإلكتروني