أقامت جمعية سورية المدنية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية المؤتمر الفكري الثاني بعنوان "سورية بين المدنية والتوحش" وناقش المشتركون دور الثقافة في التنمية المجتمعية وبناء الدولة المدنية ودور الفكر في تأهيل الإنسان السوري في مرحلة ما بعد الأزمة.
ورأى المهندس طارق الأحمد رئيس مجلس إدارة جمعية سورية المدنية في افتتاح أعمال المؤتمر بقاعة رضا سعيد بجامعة دمشق أن حجم الإرهاب والعدوان الذى يطول شرائح سورية واسعة جراء الأزمة من شأنه أن يزرع مخاوف من انتقال العنف أفقياً على مبدأ الفعل ورد الفعل ما يستدعى وقفة عقلانية تحول دون تمدد التوحش الذي يريد الأعداء زرعه في الإنسان السوري وإعادته لعصور سحيقة.
أما الباحث الدكتور طلال معلا عضو مجلس الأمناء في الأمانة السورية للتنمية فاعتبر في محور "الثقافة ودورها في بناء مدنية الدولة" أن ثقافة أي مجتمع تحمل خصوصية بعينها تميزها عن غيرها وتشمل مختلف جوانب الحياة كما أنها احدى ركائز التنمية التي تعتمدها الدولة المدنية.
بدورها الأديبة الدكتورة ناديا خوست أشارت خلال محور "المدنية وتحديات الحاضر" إلى أن المخطط الصهيوني اعتمد على حجري زاوية أولهما الكيان الصهيوني الذى أعلن عن تأسيسه سنة 1948 والنظام السعودي الذي تشكل منتصف ثلاثينيات القرن الماضي واللذان يحملان نفس الهوية الفكرية الاقصائية وتقف الأصابع البريطانية الاستعمارية وراءهما.
وأشار الباحث الدكتور عماد فوزي الشعيبي رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية خلال محور الفوضى إلى أن هذا المصطلح الذي ظهر إلى حيز الوجود في سبعينيات القرن الماضي على يد جماعة فلسفية أمريكية انتقل إلى الممارسة السياسية بغرض تغيير شكل مناطق معينة بالعالم ديموغرافياً وسياسياً وإعادة تنظيمها حسب الرغبة الأمريكية.
وفي مداخلات الحضور اعتبر وزير التنمية الادارية الدكتور حسان النوري أن المجتمع السوري بدأ يعي دور المدنية كمفهوم شامل وضرورة إعطاء البعد المؤسساتي والعمل المدني دورهما داخل البلاد مؤكداً ضرورة التركيز على الطابع الثقافي لأي نشاط عام أو خاص للنهوض بالوعي لمقاومة التطرف الذي "اخترق أجزاء من المجتمع السوري نتيجة لضعف الثقافة والتعليم".
أما الدكتورة أنصاف حمد فرأت أن المؤسسات داخل البلاد "لم تواكب الحداثة في مضمونها" ويتوجب إحداث نقلة نوعية في عملها لتنتصر في معركتها على الفكر الوهابي المتطرف الذى يستهدف أي دولة مدنية في المنطقة لأنها تعارض مخططه الفكري الاقصائي.
وقدم خلال المؤتمر عرض تعريفي بجمعية سورية المدنية التي تأسست في شباط الماضي تضمن شرحاً لدوافع تأسيسها وآليات عملها والنشاطات التي قامت بها خلال الفترة الماضية.
مركز الإعلام الالكتروني