الإعلام تايم
انطلق الجيش السوري في آخر عملياته من عدرا البلد شمال العاصمة دمشق، بعدما مهد لها الأجواء لتكون بمثابة مرادف أو استكمال لعمليات أخرى، بحيث كان الانتقال من جوبر إلى محور النشابية وصولاً إلى تل كردي طريقاً واحداً يسلكه لفصل ريف دمشق عن بادية سورية وعن الحدود الأردنية في وقت واحد.
العملية العسكرية التي بدأها الجيش في عدرا، هي بذات الأهمية لعملية جوبر، وكما في كل عملياته فإن البداية تعتبر الأهم بحيث تمكن الجيش من السيطرة على أهم المواقع في الساعات الأولى، والتي انطلق منها إلى عمق البلدة الصحراوية، التي تحوي آلاف المسلحين الذين انهارت تحصيناتهم في الربع ساعة الأولى من المعركة، فيما كانت مدفعية الجيش تصل إلى الجامع الرئيسي ومنطقة الإنشاءات.
ولم يكتف الجيش السوري في يومه الأول بهذا الإنجاز، بل انتقل إلى خط الكمائن الفاصل بين عدرا البلد وعدرا العمالية، والذي كان شاهداً على مقتل مئات المسلحين في وقت سابق، وبالتالي فإن العملية توجهت في قسم منها نحو داخل عدرا العمالية حيث تمكن الجيش من ضرب نقطتي مراقبة للمسلحين ونسف المسلحين الذين كانوا بداخلها.
عدرا البلد التي تشكل نقطة التقاء مهمة بين الحدود الأردنية مع الحدود العراقية وخط تماس أساسي مع بؤرة المسلحين الأولى وهي دوما، والخطة التي اتبعها الجيش اقتضت تركيز ضرباته على قرى صغيرة كالقاسمية والبلالية إضافة للبحارية، باعتبارها خط عبور يمهد للجيش طريقه للوصول إلى غايته بمحاصرة ميدعا وتل كردي وبالتالي محاصرة دوما.
الأهية الكبرى لعملية عدرا، تكمن في توازيها مع العمليات في جوبر، التي تربطها علاقة وثيقة بآخر نقاط ريف دمشق من حيث القيادات العاملة فيها من "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" وما إلى ذلك من أسماء مجموعات مرتبطة، فالدعم القادم من عدرا البلد إلى دوما ومنه إلى جوبر بإمكانه تأخير أو إنهاء المعركة في جوبر.
وباستعادة السيطرة على عدرا البلد فإن اعتبارات جديدة فرضت نفسها على المسلحين، كل ما يليه سيكون بلا فائدة، وأهم هذه الاعتبارات أن ميدعا لن تبقى رأس حربة العمليات الإرهابية.
الخط الشمالي لدوما جعلها أضعف بمرات عن السابق، كما أن تل كردي أصبح تحت مرمى نيران الجيش السوري.
عدرا العمالية قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة عليها بشكل كامل، والأهم أنه تم قطع طريق بلدة الضمير ومنع مسلحيها من الاقتراب ومؤازرة دوما.
عمق الغوطة الشرقية بات واهناً لفتح ثغرات كبيرة فيه.
وأخيرا فإن سلسلة غوطة دمشق الشرقية ستبدأ بالانهيار التلقائي وصولاً إلى معبر المرج الأوسع جغرافياً.
منقول (بتصرف)