الإعلام تايم- نسرين ترك
ثلاث سنوات ونيّف من حرب ظالمة ألقت بظلالها على حياة كل مواطن سوري، فمن تهجيرٍ إلى حياة فاقدة المعالم، هي معاناة شعبٍ حاصر ظلام الحرب حياته.... لكن إذا ما دققت وتفحصت شوارع هذا الوطن جيداً سترى نوراً هنا وأملاً هناك.... شعبٌ يواجه الموت بالإيمان والحياة، بإبتسامةٍ تنبض بالوجع و تحكي عن الأمل يروى لنا العم "أبو سامر" كيف أمضى سنوات الحرب على أحد الأرصفة رافضاً أن يطلق عليه اسم "لاجئ".
يقول: " خرجت من منزلي في حرستا لتلقي علاج مرض كنت أعاني منه، و لم أستطع العودة إليه، فقدت كل شيء و أنا اليوم أنام في سيارتي منذ ثلاث سنوات".
و أضاف: "لديّ ابن وحيد، سافر إلى البرازيل و تركني وحيداً، ذات يوم تعطلت سيارتي على هذا الرصيف و بقيت هنا، فأنا لا أملك النقود لإصلاحها، هي منزلي تأويني و تحفظ كرامتي" .
اتخذ من سيارته "السوزوكي" العاجزة عن الحراك مأوىً و ملاذاً يحفظ كرامته، ألبس حديدها الصلب غطاءً من القماش علّها تقي جسده الضعيف قسوة الشتاء ولهيب الصيف.
يرفض اللجوء و يرى فيه إذلالاً وانتقاصاً من كرامته، متعجباً ممن لجئو إلى مخيمات تغصّ بالذّل و الجوع.
ويسأل "ليش لحتى أطلع عيش بخيمة برّا !!؟؟ بخيّم ببلدي و مستحيل فكر خيّم برّا .."، بملامحه التي تحكي عن تعب العمر يصف بألم مايسمعه عن قصص إغتصاب واستغلال اللاجئات السوريات... ومايعانيه اللاجئ السوري من قهر وإذلال، ويؤكد: "لن أترك سورية".
يصارع العم أبو سامر في يومه أشكالاً من المرض والألم والوحدة لكنه لم يتخلى يوماً عن ابتسامته.
يكابر على زمان أوجعه، ولغته لهذا العالم إبتسامة تتلاشى خلفها كل أوجاع الوطن، مقدماً للعالم درساً ونموذجاً لشعب لم يتخلى عن إيمانه وأمله يوماً.
دمشق