الإعلام تايم | كنان اليوسف
كشف الخبير الاستراتيجي الدكتور كمال الجفا في وصريح للاعلام تايم أن زيارة الرئيس الأسد إلى الصين جرى التحضير لها بصمت، مشيراً إلى أن مخرجاتها ستكون مفصلية في علاقات البلدين وكذلك في العلاقات العربية مع سورية.
هل الزيارة مجدولة سابقاً أم أنها أتت استجابة للمتغيرات الأخيرات التي شهدتها الساحة السورية؟
أجاب الدكتور الجفا بأن الزيارة لم تأتي من فراغ بل أتت نتيجة جهود مضنية ومتابعة وتنسيق عالي المستوى بين البلدين وبعيداً عن الاعلام واتبعت فيها دبلوماسية صامتة ضمن أقنية وخطوط اتصال عالية المستوى خاصة أن الصين دولة محورية رئيسية وأساسية في العالم لها علاقات وارتباطات متشعبة مع دولة ليست بالضرورة حليفة لسورية ولا يتوافق موقفها وموقعها فيما تتعرض له سورية من حرب ظالمة مستمرة ومنذ أكثر من اثني عشر عاماً وبالتالي الرؤية الصينية العقلانية والتقييم الدقيق لما يجري في سورية هو من أرسى قراراً قيادياً صينياً وعلى أعلى المستويات بدعوة الرئيس الأسد إلى بكين.
الاقتصاد الصيني اقتصاد ضخم .. لماذا حتى الآن لم نرى بكين تتخذ قرار تحدي الإرادة الأمريكية في دعم سورية اقتصادياً؟
بيّن الدكتور كمال الجفا أنه لا يمكن لبكين أن تتخذ قراراتها السيادية الخارجية بناءً على وضع وحالة كل دولة تقيم علاقات معها، وبالتالي هي تملك اقتصاد قوى وتملك احتياطات نقدية ضخمة جداً.
وتساءل لماذا تقف الصين مع سورية وتدعمها وتجابه الولايات المتحدة الأمريكية؟ وبناء على أي معطيات وأية أهداف؟ لأنه بالنتيجة هذا المال الذي تدفعه الحكومة الصينية هو مال من قوت الشعب الصيني وتعبه وشقائه ولا بد أن يكون هناك مبررات وأسباب موجبة تدفع الصين لدفع أموال طائلة إلى دولة تربطها بها علاقات تاريخية ودبلوماسية لكن ليست استراتيحية بالمعنى الحقيقي وليست سورية على حدود الصين وليست سورية ومكونات شعبها من أصول صينية وبالتالي أي دولة تريد أن تدفع أموال لدولة اخرى لابد أن يكون هناك مبررات ومسببات وتحالفات تدفع دولة مثل الصين لدفع أموال لسورية لأعادة أعمارها .
وأضاف "صحيح أحد أسباب التلكؤ الصيني هو العقوبات الأمريكية وحجم التبادل التجاري مع سورية وإمكانية استفادة سورية مع الخبرات الصينية متزامناً مع حجم المصالح الصينية الإمريكية وحجم التبادل والمنفعة المتبادلة بين البلدين حتى يتم اتخاذ قرارات منطقية ولا تضر المصلحة العليا للصين .."
كيف يفهم الأمريكي هذه الزيارة ؟
أشار الجفا إلى أنه من المؤكد هذه الزيارة هي مفاجئة للجميع أن كان للأمريكي او لأدواته في سورية والتي صاعدت بشكل كبير من حجم تحديها واستفزازاتها للدولة السورية وأيضاً للأدوات العميلة لتركيا بسبب توقيت هذه الزيارة وماسينتج عنها وما الذي ستقرره قمة الزعيمين .
وأضاف لكيلا نستعجل المخرجات التي يمكن أن تصدر عن هذه القمة لكن حتماً ستكون مفصلية وهامة جدا على مستقبل العلاقات الصينية السورية والعلاقات العرببة مع سورية كون الصين تتمتع بأحترام وتقدير من معظم دول المنطقة وبالتالي إمكانية وقدرة الصين على إحداث خرق ما في جدار العلاقات العرببة الصينية وارد جداً من خلال تذليل بعض العقبات التي طرأت مؤخرا على مسيرة التقارب العربي مع سورية وخاصة مبادرة ما سمي الخطوة التي اقترحتها دول الخليج .