الإعلام تايم
أقرت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما السبت 7 حزيران/يونيو بأن بلادها تقدم دعماً فتاكاً وغير فتاك إلى ما أسمته " المعارضة السورية المعتدلة"، وذلك بعد أن بقي مسؤولو الإدارة الأمريكية أشهراً عديدة يراوغون في موضوع تسليح المجموعات الإرهابية في سورية، ويتحدثون عما كان يسمونه تقديم "مساعدات غير فتاكة" .
جاءت تصريحات رايس لتفضح كذب الإدعاءات الأمريكية وتؤكد تورط واشنطن بشكل واضح وجلي وتحملها مسؤولية أرواح آلاف السوريين الذين ذهبوا ضحية جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك بعد الكشف عن وصول طائرة أمريكية إلى مطار المفرق الأردني محملة بأسلحة فتاكة بغية إيصالها للإرهابيين داخل سورية في أعقاب تصديق الكونغرس الأميركي بشكل سري على تمويل شحنات أسلحة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والتي أطلقوا عليها اسم "المعارضة المعتدلة" عن طريق الأردن عبر بنود سرية داخل تشريع المخصصات الدفاعية.
ويعود اختيار رايس هذا التوقيت لتدلي بتصريحاتها عن تسليح واشنطن للمجموعات الإرهابية ليكون دليلاً واضحاً إلى مدى تخوف الولايات المتحدة من انهيار المجموعات الإرهابية المسلحة معنوياً وماديا بشكل كبير جراء الضربات القاصمة التي تتلقاها على أيدي الجيش العربي السوري، وبعد أن وجه الشعب السوري صفعةً لأعداء سورية عبر إنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية وتجديدهم لمواقفهم الداعمة للثوابت الوطنية ومحاربة الإرهابيين وإفشال العدوان الذي تشنه الولايات المتحدة وعملاؤها على سورية.
وتسقط محاولة رايس الادعاء بأن تقديم "الولايات المتحدة مساعدات فتاكة وغير فتاكة للمعارضة المعتدلة" هو حديث العهد أمام عشرات التقارير الصحفية ومنها ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي ايه" منذ مطلع العام الماضي بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بشحنات من الأسلحة والمعدات التقنية.
وكانت صحيفة (لوس انجلوس تايمز) الأمريكية أقرت مؤخراً ببدء من وصفتهم بقادة المجموعات المسلحة في جنوب سورية تلقي الأموال بانتظار دفعات كبيرة من الأسلحة وخاصة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات.
في حين كشفت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية عن شكوى تقدم بها دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي حول تهاون الإدارة الأمريكية في تدفق المسلحين والأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة شمال سورية.
فيما كاتلين هايدن رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق حول ما إذا كان إقرار رايس يعني تغييراً رسمياً في الاستراتيجية الأميركية واكتفت بالقول في تصريحات نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية "لسنا الآن في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنان ولكن وكما قلنا بشكل واضح فإننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية إلى المعارضة السورية".
الجدير بالذكر، أن مصدراً فيما يسمى "المعارضة" كشف في نيسان/ أبريل الماضي عن حصول من سماها بعناصر منضبطة ومعتدلة من حركة أطلق عليها اسم "حزم" على 20 صاروخاً أمريكياً من طراز تاو المضاد للدبابات من جهة غربية من دون أن يحدد هويتها.
واشنطن- وكالات