الإعلام تايم
انتقد وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما الموقف الفرنسي المسبق من الانتخابات الرئاسية في سورية، وأكد على أنه غير متفاجئ من هذا الموقف المثير للسخرية بأن تقف الحكومة الفرنسية إلى جانب معسكر وتتدخل في منازعات ليس من حقها أن تتدخل بها.
كما أكد دوما أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية "أمر جيد" وقال"بكل الأحوال كان يجب إجراؤها في وقتٍ ما.. إذ أن الحل العسكري لا يكفي لحسم الأمور ويجب إعطاء الكلمة للشعب"، وأضاف "أن الحكومة السورية ناضلت من أجل أن تدافع عن مؤسساتها وهي تستعيد السيطرة على أراضيها الآن وعلى الأغلب ستحدث مفاجآت خلال الأسابيع القادمة، وعلى ذلك فإن تلك الانتخابات من المؤكد أنها ستنتقد ولكنها أمر جيد والوقت مناسب من أجل استشارة الشعب السوري".
كما وصف دوما قرار الحكومة الفرنسية بمنع المواطنين السوريين على أراضيها من ممارسة حقهم في الانتخابات الرئاسية بأنه سياسي ويستحق الانتقاد لأنه من غير المقبول قانونياً وسياسياً أن تتخذ الحكومة الفرنسية مثل ذلك القرار لأن التصويت الرئاسي في السفارة حق معترف به منذ زمن طويل وإجراء رسمي يجري في كل سفارات دول العالم، وهو حق للشعوب ممارس دولياً على نطاق واسع، وأكد دوما أن الحكومة الفرنسية تغير القوانين والمفاهيم والأعراف الدبلوماسية الدولية تبعاً لتغير مصالحها ورغباتها.
كما وصف القرار الفرنسي بأنه "انتهاك للقانون الدولي" وقال: "بل هو أكثر من ذلك، هو انتهاك للممارسات والأعراف الدولية التي تأسست وعملت بها الدول منذ زمن طويل ولا يحق مطلقاً لأي دولة في العالم تغيير القواعد القانونية الراسخة الحاكمة بين الدول بسبب وجود خلاف بين بلدين.
وأشار دوما إلى الدور الذي يلعبه الإعلام الفرنسي المرتهن بتصرف الحكومة الفرنسية فهو يعمل على تشويه حقيقة الأحداث في سورية، وقال "إذا نظرت إلى الصحف الفرنسية ونشرات الأخبار في التلفزيون الفرنسي فإن الأخبار التي تأتي عن سورية دائماً هي نفس الصور التي تمرر ويعاد نشرها مئات المرات وحتى آلاف المرات".
واعتبر الوزير الأسبق أن "فرنسا ستكون غداً في خطر" بسبب الإرهابيين المدربين الذي يعودون إلى أراضيها، كما أبدى إعجابه بالشعب السوري قائلاً "إنني أكن صداقة كبيرة لكل الشعب السوري وأتمنى له أن يحقق سريعاً الأمن والسلام في بلده لأنه لا يوجد مستقبل طالما هناك حرباً".
يذكر أن رولان دوما عمل وزيراً للخارجية الفرنسية في عهد الرئيس فرانسوا ميتران لمدة عشر سنوات وهو الوزير العاشر والإثنا عشر للخارجية الفرنسية في الجمهورية الخامسة، كما شغل منصب الرئيس السادس للمحكمة الدستورية المجلس الدستوري الفرنسي خلال الفترة 1995-2000، وكان دوما قد ندد في العديد من تصريحاته ومقابلاته الاعلامية بالحرب الارهابية ضد سورية مبيناً أنها كانت معدة مسبقاً قبل سنوات من تنفيذها على الأرض السورية.
وكالات