الاعلام تايم_صحافة
أرسل البريطاني بوب جونس رسالة إلى شركة "ليغو" يقول فيها إنه اشترك في صحيفة "ديلي ميل" ليحصل ابنه على ألعاب "ليغو" توزع مجاناً مع كل نسخة من الجريدة. لكنه صدم مؤخراً بعنوان رئيس تدعو فيه الصحيفة الشعبية ذات الخطّ المحافظ إلى الحذر من الأجانب. وفي الرسائل المتبادلة مع الشركة أوضح أنه يؤيد حقوق الصحيفة في نشر آرائها؛ لكنه يعتقد أنها تجاوزت "الرأي" إلى "التمييز بلا خجل بين شرائح مجتمعنا". دفعت هذه الرسالة الشركة إلى إيقاف إعلاناتها وتعاملاتها التجارية مع الصحيفة البريطانية (1896).
وإثر حملة قام بها نشطاء حملت اسم "أوقفوا تمويل الكراهية" نشرت الشركة الدنماركية (1932) تغريدة على "تويتر" جاء فيها: "أنهينا عقدنا مع ديلي ميل ولا نخطط لأي أنشطة تجارية أخرى في المستقبل القريب مع هذه الصحيفة". كذلك دعت الحملة صحفاً بمن فيها "ديلي ميل"، "ذا صن"، "ديلي إكسبريس"، لإيقاف سياساتها التحريرية وعناوين صفحاتها الأولى التي تصوّر اللاجئين والمهاجرين بصورة بشعة وحثّت العلامات التجارية لسحب مداخيل إعلاناتها منها.
من المتوقع أن تضغط خطوة "ليغو" هذه على معلنين آخرين، من بينهم "جون لويس"، "ماركس وسبنسر"، "ويتروس".. لاتخاذ موقف واضح من وسائل الإعلام التي تنشر عناوين تحرّض على الكراهية تجاه المثليين أو الأقليات أو المهاجرين.
"ليغو" التي تفاخر بنهجها في صنع نماذج البشر بألوانهم المتنوعة إضافة إلى نماذج للمعوّقين؛ تقول على لسان المتحدث الرسمي بأنها تصغي بحرص إلى زبائنها. إلا أن ذلك لم يمنع الأب البريطاني صاحب الرسالة من اعتبار أن الشركة خالفت القيم التي تربطها مع زبائنها.
يقول ريتشارد ويلسون مؤسس حملة "أوقفوا تمويل الكراهية": "ندعم حرية التعبير، ليس للصحف فقط، بل للزبائن أيضا". ويضيف: "من المؤكد أن الحملة تدعم حرية الصحافة، لكنها بالمقابل ضد كل خطاب كراهية مهما كان سببه وأيا كان الهدف". عمل ريتشارد سابقاً في منظمة العفو الدولية وكانت أمه تدرّس اللاجئين، وهذا أحد أسباب قلقه الدائم من الطريقة التي تصور بها الصحف المحلية الأقليات. إلا أن الحدث المفصلي الذي دفعه للعمل في هذا المجال هو إطلاق صحيفة "ذا صن" البريطانية على المهاجرين الأفارقة في العام الماضي لقب "الصراصير". ما أعاده بالذاكرة إلى تاريخ استخدام هذا المصطلح في رواندا مع شعوب "التوتسي" لشيطنتها، وخلق رأي عام أيّد حينها الإبادة الجماعية 1994 على يد متطرفين من قبائل "الهوتو".
قامت "ليغو" بخطوة جريئة ومبدئية في الاستجابة لاهتمامات زبائنها. لكن في المقابل لم تستجب شركات أخرى حتى اللحظة لمطالبات الحملة بسحب إعلاناتها من الصحيفة، ما دفع "أوقفوا تمويل الكراهية" إلى نشر فيديو جديد، يتقاطع مع موسم الأعياد. يرد في الشريط: "تدعو رسائل الإعلانات في مواسم أعياد الميلاد إلى الحب والسلام. لكن ماذا عن بقية أيام السنة؟". تبدو الأرقام خطرة بما يتعلق بتزايد القصص السلبية في الصحف، حتى إنها باتت تتصدّر صفحاتها الأولى. أصبح التمييز صعبا، مَن يُقلق أكثر: المعلِن أم الصحيفة؟ مَن أقوى: المال أم الأخبار؟ ماذا عن الاختيار، أو الحرية، أو الاستقلالية؟